لم تعد الشركات العقارية بالمغرب تجني الأرباح الطائلة كما كانت في السابق، فالنتائج المالية للمنعشين العقاريين الأربعة الكبار بالمغرب تقول كل شيء، ولعل تعيين محمد خدير المريني مديرا جديدا للشركة العامة العقارية CGI خلال الأسبوع المنصرم، مكان نبيل كردودي، جاء لطي الصفحة التي لطخت بالسواد منذ سنة بسبب فضيحة مدينة بادس، وكذا لضخ دماء جديدة بعد الهزات التي عرفتها الشركة وغضبة الملك محمد السادس على مسؤوليها، حيث ذكرت مصادر مطلعة أن المجلس التنفيذي للشركة، والذي ترأسه مؤخرا عبد اللطيف زغنون، المدير العام لصندوق الإيداع والتدبير، لم يكن راضيا عن النتائج المالية للشركة العامة العقارية، حيث تم تسجيل عجز مالي مقداره 69 مليون درهم، خلال النصف الأول من السنة الجارية، في حين سجلت الشركة التابعة لCDG خلال الفترة نفسها من السنة الماضية أرباحا قدرها 191 مليون درهم. ولم تكن مجموعة أليانس العقارية، أحسن حالا من CGI، حيث لازالت عاجزة عن تحقيق أرباح تمكنها من تسديد قروضها المرتفعة، والتي فاقت 860 مليار سنتيم. واستنادا إلى النتائج المالية المنشورة من طرف المجموعة التي يملك أغلبية أسهمها آل لزرق العلمي، فإن رقم معاملات «أليانس» خلال النصف الأول من السنة الجارية تراجع بنحو 1.62 مليار درهم، ولم يحقق سوى 373 مليون درهم خلال 6 أشهر، مرجعة ذلك إلى تقهقر نشاط التشييد العقاري بنحو 466 مليون درهم، وتراجع رقم معاملات القطب الاجتماعي بناقص 914 مليون درهم، بالإضافة إلى تراجع رقم معاملات السكن والغولف بناقص 237 مليون درهم، لكن رغم ذلك تؤكد المجموعة في بيانها، أن هذه التراجعات لن تثني «أليانس» في الشروع في تطبيق مخطط تخفيض حجم ديونها البنكية بنحو 40 في المائة بعد تمكنها من إبرام اتفاقيات إطار مع العديد من المؤسسات البنكية المغربية. وإذا كانت «أليانس» و CGIلم تكسبا أرباحا في الستة أشهر الماضية، فإن مجموعة الضحى استطاعت الخروج من عنق الزجاجة خلال هذه السنة، فبعد سنة 2014 التي كانت عصيبة على مسؤولي الشركة وإعلانهم في بداية 2015 عن الرؤية الاستراتيجية الجديدة للمجموعة، والتي أطلق عليها اسم «مخطط خلق السيولة»، استطاعت مجموعة «الضحى» الحفاظ على أرباحها نفسها للعام الفارط، من خلال جني 614 مليون درهم في 6 أشهر بارتفاع ضئيل بنسبة 1 في المائة، مقارنة مع الفترة ذاتها من السنة الماضية، كما سجل رقم معاملات المجموعة التي يرأسها أنس الصفريوي استقرارا خلال الستة أشهر الأولى من السنة الجارية، باستقطاب 3.3 مليار درهم. وإلى جانب الثلاثة الكبار، كانت شركة فضاءات السعادة، تريد تحقيق الأفضل بولوجها إلى بورصة القيم بالدار البيضاء خلال شهر دجنبر الماضي، لكن نتائجها المالية التي نشرتها قبل أسبوع لم تكن كما أرادت، حيث شهد رقم معاملاتها تراجعا بأزيد من 13 في المائة ولم تجن سوى 679 مليون درهم من مبيعات مساكنها، وهو ما جعل أرباحها الصافية تتراجع هي الأخرى بنحو 5 في المائة محققة أقل من155 مليون درهم بمتم يونيو المنصرم.