بعد 18 عاما من التحريات والتفتيش والتحقيق داخل وخارج إسبانيا، تمكنت عناصر الدرك الفرنسي، بتعاون مع فرقة كشف الجرائم الخطيرة في الحرس المدني الإسباني، من اعتقال المواطن المغربي أحمد. ش. (52 ربيعا)، ابن مدينة تازة المغربية المزداد بتاريخ 1 مارس 1963، يوم الخميس الماضي، في مقاطعة «بييرفونتين» الفرنسية، بتهمة اغتصاب وقتل شابة إسبانية تسمى إيبا بللانكو سنة 1997، التي كانت تبلغ حينها 17 ربيعا، قبل أن يغادر التراب الإسباني سنة 1999 خوفا من اعتقاله، حسب ما تناقلته مجموعة من وكالات الأنباء الأوروبية. وفي تفاعل مع تطورات هذه القضية، كشفت صحيفة «الموندو» الإسبانية أن الوصول إلى وضع اليد على المغربي أحمد، الهارب من إسبانيا منذ 16 عاما، كلف الدولة الإسبانية أكثر من 600 مليون سنتيم صرفتها في أكثر من 2013 تحليلا للحمض النووي لمختلف الأشخاص، في إطار البحث لكشف حيثيات وصاحب تلك الجريمة الشنيعة، التي حيرت الأجهزة الأمنية للسنوات، في ظل ضغط المجتمع المدني لتفكيك شفرات الحادث. وهي التحاليل التي قربت المحققين من المغربي المشتبه فيه، خاصة بعد إجراء تحاليل الحمض النووي على مواطن مغربي يقيم في نفس الناحية (الخيتي)، التي ارتكبت فيها الجريمة، إذ تتشابه نتائج التحليل مع الحيوانات المنوية التي وجدت في بعض أطراف جسد الضحية، ليكتشف المحققون، في النهاية، أن الأمر يتعلق بمواطن مغاربي، وبعد تكثيف البحث مع المغاربيين الذين يقطنون بالمنطقة، توصلت إلى أن المشتبه الرئيس غادر إسبانيا بعد ارتكاب الجريمة صوب فرنسا. يذكر أن السلطات الإسبانية طالبت نظيرتها الفرنسية بتسليمها المتهم الرئيس المغربي أحمد ش. للاستكمال التحقيق معه ومعرفة حيثيات الجريمة، في إطار التعاون القضائي بين البلدين، من أجل أن يقول القضاء كلمته في هذه القضية.