لأول مرة تعرف سجون إسبانيا وفاة مواطن مغربي بعد دخوله في إضراب لا محدود عن الطعام استغرق خمسة أشهر. إذ توفي أول أمس المغربي التهامي الحمداوي، البالغ من العمر 41 سنة، بعد إصراره على خوض إضراب عن الطعام دام 152 يوما، احتجاجا على محاكمته التي وصفها بالغير عادلة، والتي كان لا يتوانى في المطالبة بمراجعتها، مؤكدا براءته من تهمتي الاغتصاب والسرقة التي حوكم بهما قبل ثلاث سنوات. وكان القضاء الإسباني قد أدان المغربي بتهمة اغتصابه سنة 2003 فتاة قاصرا لم تكن سنها تتجاوز 13 عاما، بالإضافة إلى تهمة سرقة ثلاثة هواتف محمولة لسيدتين أخريين. ورغم تشبث الهالك ببراءته من التهم مطالبا بمراجعة الحكم عليه ب16 سنة، الذي صدر عن محكمة مدينة «أليكانتي»، وإعادة فتح ملف القضية، إلا أن القضاء رفض ذلك. وتقول السلطات السجنية الإسبانية إنها حاولت ثني المغربي عن الاستمرار في إضرابه المفتوح عن الطعام، حيث نقلته إلى مستشفى «القس بولانكو» بمدينة تيرويل، كما أنها أكدت استدعاءها لأخيه للقدوم من المغرب إلى إسبانيا لإقناعه أخيه بالعدول عن إضرابه عن الطعام، وهو ما لم يفلح فيه الأخ. وكشفت مصادر إسبانية ل«المساء» أن المحكمة الإسبانية اعتمدت في حكمها على شهادة إحدى السيدات الإسبانيات، التي أكدت رؤيتها له بمحيط الجريمة، فيما لم تتبن المحكمة شهادة أحد أصدقاء الهالك المغربي، الذي أكد أنه كان برفقته لحظة حدوث عملية الاغتصاب. كما أن من بين الأدلة البيولوجية التي اعتمدتها المحكمة بقايا حمض منوي تم العثور عليه على سترة المغربي، أثبتت تحليلات الحمض النووي حينها أنها لا تتطابق مع جينات الحمض النووي للمغربي التهامي الحمداوي.