بالنسبة إلى بعض مسؤولي التحكيم في الجامعة الملكية لكرة القدم,فإن ورود اسم حكم ضمن لائحة الناجحين في اختبار للترقية من الدرجة الثانية لحكم فدرالي هو مجرد خطأ مطبعي. أربكت «لائحة الحكام الناجحين» في امتحان الترقية من الدرجة الثانية إلى درجة حكام فدراليين المسؤولين عن قطاع التحكيم، من مديرية وطنية ولجنة مركزية وإداريين، بسبب فضيحة تضمينها لاسم حكم ينتمي لعصبة عبدة دكالة دون حضوره لاجتياز الاختبار الكتابي، المنظم يوم 27 أكتوبر الماضي بمدينة الرباط. وبينما كان مفترضا فتح تحقيق نزيه في هذه النازلة، وما أثارته من ضجة كبيرة في الأوساط التحكيمية، من أجل محاسبة المسؤولين عليها، والضرب على أيدي المخالفين، حفاظا على ما تبقى من سمعة لدى التحكيم المغربي، ومن خلاله كرة القدم الوطنية، مثلما أوردت ذلك «اليوم24»، في عددها ليوم أمس (الثلاثاء)، فإن ردات الفعل لدى مكونات الشأن التحكيمي اقتصرت على إعطاء الأوامر ل»البحث عن رأس مسرب الخبر/ الفضيحة». وأقر الناطق الرسمي باسم المديرية الوطنية للتحكيم، عبد الرحيم المتمني، في اتصال أجرته معه «اليوم24»، صباح أمس، بصحة وجود الحكم سفيان العبدي، المنتمي لعصبة عبدة دكالة، ضمن لائحة الحكام الناجحين في الامتحان الكتابي، معتبرا ذلك بمثابة «خطأ مرتبط بعملية المسك على المستوى الإداري»، أو ما يسمى بخطأ مطبعي، بعدما أكد في الوقت نفسه غياب الحكم المعني عن اختبار الترقية لحكام الدرجة الثانية. وتابع المتمني موضحا: «المرشح سفيان العبدي لم يكن ضمن الحاضرين، بدليل المراقبة القبلية لحضور المرشحين، والمناداة الاسمية عليهم، داخل قاعة الامتحان»، مشيرا إلى أن الحكم المعني تم تدوين اسمه ضمن اللائحة الخاصة بالمتغيبين عن الامتحان، وأن تضمين اسمه جاء بسبب هفوة متعلقة بعملية مسك الأسماء. وأضاف المتحدث ذاته أن عصبة عبدة دكالة التي ينتمي إليها الحكم المعني على علم بغيابه القبلي عن الامتحان، مستدلا في ذلك بمراسلتها للمديرية الوطنية للتحكيم، ووضع ملتمس لديها، تطلب من خلاله تعويض هذا المرشح الغائب بمرشح آخر، من اقتراحها، حيث كان الجواب بالقبول. وأفاد الناطق الرسمي باسم المديرية الوطنية للتحكيم أن عصبة عبدة دكالة شاركت بخمسة حكام مرشحين على مستوى الذكور، وأن اثنين منهم غير مدعوين للاختبارات الشفوية والبدنية، المقرر الخضوع لها، اليوم (الأربعاء)، بمجمع محمد الخامس بالدار البيضاء، انطلاقا من السابعة والنصف صباحا، في إشارة منه إلى أن كلا من زهير الرويبزي وذو الرشاد، اعتبارا منه أنهما لم يحصلا في الامتحان الكتابي على عتبة من شأنها أن تؤهلهما للمشاركة في الاختبارات الشفوية والبدنية. وارتباطا بموضوع قضية لائحة الحكام الناجحين في الاختبار الكتابي، وما تخللها من تضمينها لاسم حكم متغيب أصلا، أكد أحمد غايبي، رئيس اللجنة المركزية للتحكيم، في اتصال أجرته معه «اليوم24»، أن المحضر الرسمي للمديرية الوطنية للتحكيم، كما لدى الطبيب المشرف على اختبار الترقية، يعتبر فيها الحكم سفيان العبدي غائبا، وبالتالي فإنه «ليس من حقه المشاركة في الامتحانات الشفوية والبدنية، بحكم أنه غاب عن الاختبار الكتابي». وفي معرض رده عن استفسار ل»اليوم24»، بشأن ورود اسمه على رأس قائمة الحكام الناجحين، في الامتحان الكتابي الخاص بترقية حكام الدرجة الثانية، قال أحمد غايبي إن الأمر يتعلق هنا بوثيقة إدارية، وأن مديرية التحكيم ليس من اختصاصها إرسال الوثائق الإدارية، بقدر ما أنها وضعت محضرا نهائيا، ونسخة المحضر لا تتضمن اسم الحكم المعني. واستدرك حديثه بالقول إن المسألة قد «تتعلق بخطأ مطبعي في اللائحة الخاصة بالحكام الناجحين، والتي تتولى مسؤوليتها الإدارة، في شخص المسؤول الإداري الحكم السابق باحو والسيدة لبنى». وأضاف أنه في حال ثبوت خطأ من هذا النوع، فسيكون هناك عقاب إداري في حق مرتكبيه. وأضاف غايبي أنه بصفته رئيسا للجنة المركزية للتحكيم، اتصل صباح أمس بالمسؤول الإداري باحو، وطلب منه تقريرا مفصلا بخصوص الموضوع، ونقلا عن غايبي فإن باحو وعد الأخير بتمكينه من تقرير مفصل يوم الخميس المقبل، باعتبار أن يومي الثلاثاء والأربعاء يعتبران فترة عطلة، وأن باحو قال له بالحرف: «إذا كان هناك خطأ، فأنا المسؤول عنه». وكان محمد الكزاز، مدير المديرية الوطنية للتحكيم، في معرض رده على استفسارات ل»اليوم24»، بشأن الموضوع الذي نشر في عدد أمس، اكتفى بالقول: «إذا كان هناك من نجح في الاختبار دون أن يحضر فمعناه أننا لم نكن بدورنا حاضرين»، قبل أن يضيف قائلا بنبرة غاضبة: «اسمح لي، أنا ما مساليش»، مفضلا إنهاء المكالمة، دون أن يجيب للمرة الثانية، رغم معاودة الاتصال به. كما أن عبد الرحيم العرجون، عضو المديرية الوطنية للتحكيم، قال ل»اليوم24» إنه لا علم له بالموضوع، وزاد قائلا: «يجب أن تتصلوا بالجامعة، ومن خلالها مديرية التحكيم. وهذا الموضوع لا يعنيني في شيء».