بحلول مغرب، أول أمس الثلاثاء، بدأ اليهود في كل بقاع العالم في صيام ما يصطلح عليه في الديانة اليهودية "يوم كيبور"، وامتد صيامهم إلى مغرب اليوم الموالي، الذي وافق هذه السنة الأربعاء 23 شتنبر. الصوم 25 ساعة: يبدأ الاحتفال بهذا اليوم قبيل غروب شمس اليوم التاسع من شهر "تشري"، وهو أحد الأشهر القمرية في التقويم اليهودي، والذي صادف هذه السنة (22 شتنبر)، ويبدأ الصيام إلى ما بعد غروب اليوم التالي (الأربعاء 23 )، لمدة تصل نحو خمس وعشرين ساعة. والصلوات التي تُقام في هذا العيد هي أكثر الصلوات اليومية لليهود، وتصل إلى خمس، وهي الصلوات الثلاث اليومية، مضافاً إلىها الصلاة الإضافية (مُوساف)، وصلاة الختام (نعيَّلاه)، وتتم القراءة فيها كلها وقوفاً. وتبدأ الشعائر في المعبد مساءً بتلاوة دعاء كل النذور، ويختتم الاحتفال في اليوم التالي بصلاة "النعيلاه"، وفي المغرب يقوم الخاخام بالدعاء للحاضرين ولأمير المؤمنين . طقوس "يوم كيبور"، يعتبر يوم كيبور في الشريعة اليهودية يوم عطلة كاملة، وتحظر فيه على اليهود كثير من الأمور مثل كل أيام السبت أو الأعياد الرئيسية مثل الشغل، وإشعال النار، والكتابة بقلم، وتشغيل السيارات وغيرها، ولكنه توجد كذلك أعمال تحظر في يوم "كيبور" بشكل خاص مثل تناول الطعام والشرب، والاغتسال والاستحمام، والمشي بالأحذية الجلدية، وممارسة الجنس، وأعمال أخرى هدفها التمتع. و"عدم الصيام في يوم كيبور هو أحد الدلائل الرئيسية على ترك الدين بشكل تام أو على الانتماء إلى "اليهود العلمانيين". يوم بدون حياة "مادية": خلال هذا اليوم تتعطل كل المرافق العامة لدى معتنقي الديانة اليهودية، ولا يسمح بالعمل إلا للأمن والوقاية المدنية والإسعاف، حيث يكرس اليهود ستة وعشرين ساعة وبعضهم يزيد عنها للعبادة والصلوات والابتهالات وطلب المغفرة والثواب وفي هذا اليوم تتوقف حركة المواصلات العامة والخاصة، وتتعطل جميع الدوائر والمؤسسات والخدمات العامة، باستثناء خدمات الأمن والإسعاف، بالإضافة إلى جميع وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية، ويركز الصائمون على المسائل الروحية من أذكار وعبادة وابتهالات، وبالمقابل يتم الابتعاد عن العالم المادي مطلقا . "كيبور" المغربي : في تصريح خص به "اليوم 24″، أشار الاستاذ محمد أمنون، الباحث في شؤون الديانة والثراث اليهودي بالمغرب "منطقة إفران الأطلس الصغير نموذجا" إلى أن أغلب الإسرائليين، ومنهم أصدقاء له يحضرون إلى المغرب كل سنة لقضاء العيد بالكنائس الكبرى بكل من مراكشأكاديرالصويرة وفاس. ومن الأمور العجيبة يضيف المتحدث أن " إحدى اليهوديات صرحت له السنة الماضية بما يلي " اسرائيل لاتزال فيها مشاكل وبما أن هدفي هو العبادة والتخلص من الإثم، لذلك أفضل الخروج ليس بسبب الخوف من البعد الأمني، ولكن لأن الهدف من هذا اليوم هو التخلص من كل الذنوب والآثام، والعودة من ليلة ويوم صيام بشخص كما ولدته أمه وهذا صعب في أرض تعيش صراعات ". خبز اللوز بالأركان: يضيف الاستاذ محمد أمنون في حديثه ل"اليوم 24″ أن الشهادات الشفوية والأبحاث التي خلص إليها بمنطقة إفران الصغير تشير إلى أن "يوم كيبور" يكون يوم فرح لأبناء الدوار، بحيث كان اليهود قبل رحيلهم عام 1958 يعدون بعض الأطعمة الحلوة المذاق ، وأهمها خبز يتم إعداده بواسطة اللوز، وزيت الأركان، واطابق الدجاج بالزعفران ، وما يسمى بأكلة "البسيس " وهي مزيج من دقيق البندق والبيض والاركان واللوز المدقوق ، وينتظر شباب وأطفال المنطقة خروج اليهود من معبدهم وغالبا بعد منتصف الليل ليأخذوا نصيبهم مما يقوم هؤلاء اليهود بتوزيعه عليهم، والغرض، حسب المتحدث ذاته، من هذه العمل هو إيمان اليهود المغاربة العميق بنشر ثقافة السلام والمصافحة وبدء سنة جديدة.