كشف نبيل بنعبد الله، أمين عام حزب التقدم والاشتراكية عن خلفيات وخبايا ما يجري من محاولات لعرقلة عمل الحكومة، واشار بنعبد الله في رد له على أسئلة أعضاء اللجنة المركزية، أول أمس بالرباط، إلى أن هناك جهتين لا ترغبان في استمرار هذه الحكومة، الأولى سماها "أوساطا في الدولة ترفض التيارات الإسلاموية سواء بحسن نية أو بسوء نية"؛ أما الجهة الثانية فهي حزب الأصالة والمعاصرة الذي لم يذكره بالإسم، لكن الإشارات إليه كانت واضحة، حيث تحدث عن الحزب الذي "لم يهضم أن مشروعه الذي كان يهدف إلى تطويع المشهد السياسي قد فشل، ويريد العودة بأي طريقة لافتعال الأزمات بما يفتح له الباب للعودة من جديد" مضيفا، أن هذا الطرف اعتبر "كل من لا يدخل في هذا تصوره تجب محاربته". وذكر بنعبد الله، أن البام، الذي وصفه ب"التيار"، كان ينوي حصد كل ما هو موجود و"تعويض تحالف الملكية مع أحزاب الحركة الوطنية ووضع حد للكتلة". وذكر بالظروف التي تم فيها تأسيس البام، وقال "عندما أسسوا التيار قالوا إنهم سيتوجهون للفئات التي لا تلتفت إليها الأحزاب القائمة، ولكنهم عندما شاركوا في انتخابات جزئية نزيهة سنة 2008، لم يحصدوا أي مقعد، فغيروا خطتهم في انتخابات 2009 في اتجاه تطويع ما يمكن تطويعه"، وذكر بنعبد الله أن البام حوّل تلك الانتخابات إلى سوق للبيع والشراء، وذلك بتوظيف عمال وولاة، وأصحاب القرار المالي والاقتصادي كما مورست التهديدات حيث حصلوا على الرتبة الأولى"، وعلق قائلا "أنا لن أنسى هذا الذي وقع ولا يجب أن ننساه كحزب". بعد فشل هذا المشروع يقول بنعبد الله، انتقل هؤلاء، إلى خطة أخرى، تقضي بإجهاض تجربة الحكومة الحالية، أو بإلهائها بأزمات داخل أغلبيتها، أو خارجها، وداخل البرلمان، وفي المؤسسات وعن ذلك قال "كل مرة يفتعلون أزمة حتى لا تباشر الحكومة الملفات الأساسية". وعبر المسؤول الأول في حزب التقدم والاشتراكية، عن أسفه لكون قياديي البيجيدي، يسقطون أحيانا في فخ هذا المخطط من خلال ردود أفعالهم، وقال "إنهم يرتكبون أخطاء ما جعلهم يفتحون الباب لاستمرار هؤلاء في عرقلة عمل الحكومة". وأشار قيادي التقدم والاشتراكية إلى أن ردود الفعل الذاتية والعاطفية التي تقوم بها قيادات البيجيدي تتجاوز الحدود، مشيرا إلى رد فعل رئيس الحكومة بنكيران خلال آخر جلسة للأسئلة الشفوية في مجلس المستشارين، حيث قال إن "بنكيران تجاوز الحدود في رد فعله"، معلقا عن ذلك "المشكل أن جزءا من الشعب المغربي يقول عن رد فعل بنكيران "تبارك الله عليه". وتساءل بنعبد الله "كيف تريدون أن تشتغل حكومة في مثل هذه الأجواء؟" و"كيف يمكن العمل مع حزب مشارك في الحكومة (الاستقلال) ويتحرك خارج الحكومة بشكل أشرس مما تقوم به المعارضة ويتحرك عبر التراب الوطني" مشيرا هنا إلى المهرجانات التي نظمها حميد شباط في مناطق الصحراء "بإمكانيات هائلة"، وقاطعه أحد مناضلي حزبه، متسائلا "من أين يأتي شباط بكل هذه الإمكانيات" فرد بنعبد الله "عندما يأتي الوقت سأكشف عن معطيات بالوثائق وليس بالكلام".
الكتلة لم تعد تملك قرارها وردا على تساؤلات من أعضاء اللجنة المركزية بشأن مخاطر التحالف مع البيجيدي والابتعاد عن الحلفاء التقليديين في الكتلة، قال بنعبد الله، "موقعنا كان دائما مع الأحزاب التقدمية الوطنية والتي لم ننتظر منها شيئا رغم أنها حاربتنا، وكانت في كل مرة تتعامل معنا بالتعالي وفي مرات أخرى لا تستشيرنا" وأضاف "كان يحصل هذا عندما كان لهم استقلال القرار" (يقصد الاتحاد والاستقلال) داعيا إلى استحضار ما جرى من تحولات داخل هذه الأحزاب، مذكرا بأن قيادات حالية سبق أن صرحت أن الكتلة ماتت (شباط). وتساءل عن البديل، قائلا "ماذا يجب أن نفعل؟ هل نتوجه لليسار؟ وأين هو اليسار؟ وهل نتجه نحو الكتلة؟ وما هي الكتلة اليوم؟ مضيفا "هل القرارت التي تتخذها بعض أحزاب الكتلة هي فعلا قرارتها الخاصة ولا يوجد أحد يقرر بدلا عنها؟". وخلص بنعبد الله إلى أن "حزب التقدم والاشتراكية يجب أن يكون مع الإصلاح"، وأنه "تعاقد مع البيجيدي على ميثاق"، مضيفا أن حزب بنكيران يحترم عهوده وتعاقده وهو "ما لم نجده في أي حليف آخر". وحول مستقبل البلاد في ظل أزمة الحكومة، توقع بنعبد الله أن تتشكل حكومة جديدة قريبا، لكنه بدا متشائما حين قال إنه إذا لم تراع الجهة التي تعمل ضد الحكومة مصلحة البلاد، فإن "الأطراف نفسها ستعمل على فبركة الوضعية السابقة نفسها في بداية السنة المقبلة" وعلق قائلا "إنهم يفكرون كل ليلة في حبك المخططات، ودورنا أن نحبطها".