تستمر أزمة الشد والجدب بين الحليفين الرئيسيين في التحالف الحكومي للأسبوع الثالث على التوالي دون بروز بوادر حل في الأفق، مع تأكيد الحليفين على انتظار التحكيم الملكي بعد عودة الملك من زيارته لفرنسا، حيث أكد رئيس الحكومة بنكيران أن حكومته تحظي بثقة جلالة الملك، ليرد حميد شباط، من شمال المملكة، محذرا من استغلال اسم وثقة جلالة الملك. وألمح زعيم الاستقلال إلى أن الدليمي والبصري وأو فقير كانوا بدورهم يحظون بالثقة الملكية، وكانت لهم أهداف أخرى، وهو تشبيه له حمولاته ودلالاته. حرب الفرقاء تنتقل بسرعة من معسكر إلى آخر. ففي سابقة ود وغزل تجاه قيادي الأصالة والمعاصرة، إلياس العماري، كتب أحمد شقيري، عضو المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، أن «إلياس العماري أعقل من حميد شباط»، مستشهدا بمثل يقول «عدو عاقل خير من صديق أحمق»، وذلك في سياق جوابه عن سؤال «ماذا لو تحالف العدالة والتنمية مع البام في الحكومة الحالية»، الذي نشر في أحد المواقع الإعلامية. وهو التصريح الذي رد عليه قيادي الأصالة والمعاصرة، المثير للجدل، بالقول«إن المقولة مأخوذة عن القائد الإسلامي صلاح الدين الأيوبي». وشدد العماري في تصريح لجريدة «الاتحاد الاشتراكي» ،«إ الكلام يجب أن يوجه لرئيس الحكومة الذي سبق ووصفني، وبأسلوب «زنقوي» بأني «سلگوط». فكيف يتحول«السلگوط» إلى عاقل في أربعين يوما دون معلم»، يضيف العماري متهكما. وعن موضوع الحكومة جزم العماري بالقول «موقفي وموقف الحزب واضح لا تحالف مع العدالة والتنمية». من جهته خرج نبيل بنعبد الله عن صمته تجاه ضربات حميد شباط الذي أقسم أن لا يتواجد في أية حكومة يكون فيها التقدم والاشتراكية، الذي وصفه بالشيوعي ولسان حال العدالة والتنمية، حيث قال بنعبد الله بوجود عرقلة للإصلاحات، قائلا «لا يكفي أن يقوم أيا كان بالغلو أو بالمزايدة على هذا المستوى، فهناك بعض الإكراهات، وينبغي التحلي بالجرأة والشجاعة لمعالجة بعض الملفات» . وأكد أن «البلاد تواجه تحديات عدة، خاصة في ما يتعلق بالوحدة الترابية للمملكة، وعلى المستوى الاقتصادي، فالأوضاع الاقتصادية صعبة وصعبة جدا، والمؤشرات الحالية تنذر بمخاطر حقيقية»، مما يحتم على الفاعلين السياسيين أن يعبروا عن طموح الشعب في التغيير والإصلاح، والتكتل لإنجاح التجربة الديمقراطية»، داعيا إلى التحلي بالمسؤولية وتغليب الحكمة والتبصر. من جهته عاد بنكيران للتلويح بقطع كل علاقة مع الأصالة والمعاصرة، متهما إياه بالفوز في انتخابات الجماعات المحلية الأخيرة عشية إنشائه. واعترف بنكيران أمام مسؤولين من حزبه بأن حزبه كان ضد حركة الشارع المغربي حين بروز حركة 20 فبراير.» ،أضاف «حين احتجاجات الشارع المغربي بعد الربيع العربي، شعرنا بالخطر ولبينا نداء الوطن ورفضنا أن يكون لنا أي موقف يغامر باستقرار البلد لما رأينا الارتباكات تقع في الجوار، قلنا «لا للخروج»، خشية أن يشتعل الشارع ولا يكون ممكنا إرجاعه للصواب». شباط بدوره إرسل اشتراطاته، مؤكدا أن حزب الاستقلال مستعد للتفاوض مع رئيس الحكومة على أساس تغيير أسلوب التحكم والانفراد الذي تدبر به الحكومة حاليا، والقطع بصفة نهائية مع عقلية «يا علي لا تجادل ولا تناقش»، والانفتاح على مقترحات الأحزاب المشاركة في التدبير الحكومي، مع ضرورة مراجعة الهندسة الحكومية وفي غياب القبول بهاته الاشتراطات، فإن حزب الاستقلال سيكون مضطرا لتنزيل قرار انسحابه من الحكومة. وفي سياق هذا الصراع المفتوح، تلزم الحركة الشعبية صمتا مطبقا رغم ما يروج عن وساطات سرية يقوم بها امحند العنصر لتلطيف الأجواء..