على بعد 70 كيلومترا من مدينة تاوريرت يقع دوار بني معلا، أكثر من نصف سكان هذا الدوار يعانون الصمم، إلى درجة أصبحت معها القرية تسمى ب "القرية الصماء"، حيث أجريت أبحاث كثيرة لمعرفة سبب الصمم لدى سكان المنطقة، إلا أن نتائجها لم تظهر إلى حدود الساعة. "اليوم 24" انتقل إلى دوار بني معلا لرصد الظاهرة ومحاولة التعرف على أسباب صمم سكان المنطقة، فوجدهم جميعهم لا حديث لديهم سوى عن "لعنة الصمم" هذه، حيث يربطون ما أصاب دوارهم لوحده دون باقي الدواوير المجاورة له لعنة حلت بهم. ويستنتج من خلال حديث سكان القرية الصماء عن "لعنة" ما أصابهم، أن هناك ثلاث فرضيات مطروحة؛ الأولى، أن تكون المشكلة مرتبطة بالمنطقة جغرافيا، فيما ترجح الفرضية الثانية أن تكون للمياه التي يشربها السكان علاقة بهذا الصمم، خصوصا أنه حتى من لا ينحدرون من القرية ويقضون فيها مدة معينة تبدأ آثار الصمم تظهر عليهم، أما الفرضية الثالثة، التي تحدث عنها كل من قابلناهم في دوار بني معلا، ترجح أن يكون ما أصابهم ناتج عن خلل جيني. وتقدر نسبة السكان الفاقدين للسمع بدوار بني معلا بستين في المائة، وهو ما يخلق لهم مشاكل شتى في التواصل فيما بينهم. "اليوم 24" رصد بعض مظاهر معاناة السكان، الذين باتوا يطالبون المسؤولين بالتفاتة إليهم ترفع عنهم العزلة، وتساعدهم في تحسين ظروف عيشهم.