بعدما استقر التفاوض على دعم مرشح حزب العدالة والتنمية محمد العربي بلقايد لعمودية مدينة مراكش، طلب عبد العزيز البنين، منسق التجمع الوطني للأحرار بمراكش، موافقة صلاح الدين مزوار، رئيس الحزب، للترشح لانتخابات رئيس جهة مراكش أسفي، لكن مزوار رفض تزكيته واعترض على دخوله سباق التنافس في مواجهة الوزير السابق أحمد اخشيشن، وكيل لائحة الأصالة والمعاصرة الجهوية، والذي يبقى مرشحا فوق العادة بعدما عاد إلى الأضواء عقب سنوات من التواري إلى الخلف إثر مغادرته وزارة التربية الوطنية. وكان البنين قد أعلن، في البداية، تشبثا كبيرا للظفر بمنصب عمدة مراكش، التي كانت الولاية السابقة لفاطمة الزهراء المنصوري، عن الأصالة والمعاصرة، وكان قيادي الأحرار نائبها. تصلّب موقف البنين للفوز بالعمودية اصطدم بموقف العدالة والتنمية وباقي حلفائه، الذين اصطفوا إلى جنب بلقايد في المفاوضات، بل حتى منتخبون من الأحرار أعلنوا دعمهم لمرشح البيجيدي. وحين تيقن منسق الأحرار بمدينة النخيل أن العمودية خرجت من يديه، طلب التنافس على رئاسة الجهة، لكن هذه المرة تدخل مزوار لثنيه عن منافسة اخشيشن، مرشح "البام"، لتصبح بذلك الطريق سالكة أمامه للظفر بالمنصب، حيث حصل حزبه على أكبر عدد من المقاعد، وعلى أغلبية مريحة بمعيّة باقي حلفائه.