الساعة التاسعة والنصف مساء من يوم الجمعة، ليلة الإعلان عن نتائج الانتخابات المحلية والجهوية، أول انتخابات جماعية تجري في ظل دستور 2011، وتحت إشراف رئيس الحكومة، حركة غير عادية بالمقر المركزي لحزب العدالة والتنمية بحي الليمون بالرباط، رجال الإعلام والصحافة الوطنية والدولية يتوافدون على مقر حزب رئيس الحكومة، وقياديو الحزب يدخلون إليه تباعا، فيما اللجنة المركزية للانتخابات التي شكلها الحزب برئاسة القيادي عبد الحق العربي، منهمكة في غرفة العمليات لتلقي النتائج أولا بأول. والنتائج الأولية، من خلال المحاضر، التي حصل عليها مراقبو الحزب في مكاتب التصويت بمدينة الرباط، كانت تشير إلى تقدم كبير واكتساح لحزب المصباح. شباب الحزب يتبادلون الخبر فيما بينهم، وأجواء من الفرحة والترقب والحذر تعم المكان، "هناك مؤشرات إيجابية وبشائر خير، كل المحاضر التي في حوزتنا تؤكد تفوقا كبيرا على مستوى المقاطعات في الرباط"، يقول هشام لحرش، الكاتب المحلي لحزب العدالة والتنمية بالرباط لموقع "اليوم 24″، مبرزا أن الرباط تم حسم نتائجها لصالح البيجيدي. والمعلومات المسربة من غرفة عمليات البيجيدي تؤكد هزيمة شباط في فاس وانتصار كاسح لحزب العدالة والتنمية، ما دفع مناضلي الحزب إلى تداولها فيما بينهم بفرح شديد، معتبرين النتيجة بداية عهد جديد في مدينة فاس، ومؤشرا آخر على أن المدن الكبرى سيحسمها الحزب لصالحه، حينها تبادل بنكيران التهاني مع سليمان العمراني سيارة الأمين العام لحزب المصباح، عبد الإله بنكيران تقف أمام المقر المركزي للحزب، إعلاميون وصحافيون يتحلقون حوله في انتظار ما سيقوله، سليمان العمراني نائبه، كان أول من يسلم عليه، ويهنئه بالمؤشرات الإيجابية التي تؤكدها النتائج الأولية، يبادله بنكيران التهنئة أيضا بابتسامة عريضة، قبل أن يلتحق بغرفة العمليات لمتابعة النتائج رفقة اللجنة المركزية للانتخابات، دون أن يدلي بأي تصريح، لكن تهنئة العمراني، كانت كافية لكي تؤكد تقدم البيجيدي وبفارق كبير. ليست هناك نتائج نهائية، لكن كل المؤشرات تشير إلى اندحار "تسونامي" الفساد، وسيطرة البيجيدي على المدن والجهات، يقول مصطفى الخلفي، في دردشة مع الصحافيين ومناضلي الحزب، مبرزا أن المواطنين أعطوا أصواتهم للبيجيدي ودحروا الفساد. خالد الرحموني، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية والوجه الشاب البارز في الحزب، يصل المقر، يتحلق حوله شباب ومناضلي الحزب لمعرفة ما تسرب من النتائج، ابتسامته وانشراحه كانت تدل على كل شيء، "نصر البيجيدي في المدن والجهات لا راد له". "الشعب قال كلمته اليوم، وهزم الفساد والمال، وأعطى درسا قويا التراكتور، هي بداية عهد جديد، بداية وضع قطار الانتقال الديمقراطي في الطريق الصحيح"، يقول الرحموني، في حديث مع موقع اليوم 24، مضيفا أن كل المدن الكبيرة حقق فيها المصباح نجاحا وتفوقا كبيرا، فضلا عن كون المدن التي سيرها البيجيدي كتطوان والقنيطرة قد فاز فيها بنسبة ساحقة، مبرزا أن النتائج الأولية تؤكد نجاح الحملة الانتخابية التي قام حزب العدالة والتنمية، كما تؤكد نجاح الخطاب الواضح الذي وجهه إلى الناخبين، "خطابنا كان واضحا، لا بد من الفرز بين الديمقراطيين وغير الديمقراطيين"، يقول خالد الرحموني، متابعا أن المرحلة تقتضي التمايز بين المشاريع السياسية، حيث لا تحالف مع قوى التحكم، لا تحالف مع التراكتور، يشدد الرحموني. الرحموني، علق أيضا على اندحار شباط في مدينة فاس، بقوله أن "فاس تستحق الأفضل، وقد قدمنا إليها أحسن أطرنا وكفاءاتنا". منتصف الليل، حيث أصبحت كل المؤشرات تفيد تقدم البيجيدي البيجدي على مستوى المدن مع تحقيق اختراق مهم في العالم القروي، فجأة يخرج عبد الإله بنكيران من غرفة العمليات، بعدما تأكد من تقدم حزبه على مستوى الجهات والمدن الاستراتجية، طلعة بنكيران وانشراحه وابتسامته العريضة، لا تخطئها العين، يصعد المنصة وسط تصفيقات وشعارات مناضلي وشباب حزبه، يبدأ كلمته بالترحيب بالجميع، ثم يطرح سؤالا بدون مقدمات "لا شك أنكم كلكم تتساءلون كيف يمكن أن نفسر النتائج التي حصلنا عليها"، يتساءل بنكيران، قبل أن يجيب "الناس صوتو على العدالة والتنمية"حيت عجبهم والسلام"، يقول بنكيران بلغة الواثق من الانتصار. بنكيران ذكر بتاريخ حزبه مند نشأته، وذكر بعدد المقاعد التي حصل عليها الحزب سابقا في مجلس النواب، وفي الانتخابات الجماعية والجهوية، "ما حصلنا عليه اليوم، يؤكد أن الشعب "تيتيق فينا شوية بشوية، حيث يدينا نظاف". ولم تخل كلمة بنكيران من التهكم على أحزاب المعارضة التي دعاها إلى مراجعة رؤيتها الخاطئة القائمة على مهاجمة رئيس الحكومة، قبل أن يخاطب الحاضرين من الإعلاميين ومناضلي حزبه "نحن والمعارضة كالصرار مع النملة، في الوقت الذي كنا نشتغل، كانوا يغنون، فليغنوا إذن، ليس لدينا أي مشكل في ذلك"، ليختم بعد ذلك كلمته وسط شعارات أبناء حزبه التي ألهبت القاعة بشعارات " هاهيا هاهيا العدالة والتنمية..وبنكيران ارتاح..ارتاح سنواصل الكفاح".