كانت عقارب الساعة تشير إلي تمام الساعة الخامسة من صباح أمس السبت عندما أغلق المقر المركزي للحزب أبوابه على إيقاع هذه النتيجة، الضفر ب 83 مقعدا وعينه على 7 مقاعد إضافية أخرى ببعض الدوائر، قد يؤدي حسمها لصالح العدالة والتنمية إلي رفع العدد الإجمالي للفائزين إلي تسعين مرشحا. ترقب وانتظار بحي الليمون بالرباط، تهافتت مساء أول أمس الجمعة قيادات البيجيدي على المقر المركزي للحزب، وكلها أمل في أن تصدق التوقعات التي تشير إلي أن مرشحي العدالة والتنمية سيتصدرون قائمة اللوائح الإنتخابية المرشحة في استحقاقات 25 نونبر. بدت هذه القيادات واثقة من حدوث ذلك، إلا أن تفاءلها لم يخف علامات الترقب والإنتظار التي ارتسمت بوضوح على تقاسيم بعض الوجوه وهي تتابع أولى التصريحات التي أدلي بها وزير الداخلية الطيب الشرقاوي في شأن الإنتخابات عقب إغلاق مكاتب التصويت . الموقف من نسبة المشاركة عندما أكد وزير الداخلية في تمام الساعة الثامنة و 45 دقيقة على أن نسبة المشاركة في الإنتخابات قد بلغت حدود 45 في المئة، لم يقو لحسن الداودي على إخفاء ابتسامته المعهودة التي تحمل في ثناياها نوعا من التهكم، فقيادي العدالة والتنمية أدلي بتصريح عقب الإعلان عن هذه النتيجة وقال بأنها “لا تعكس وجود مشاركة حقيقية من قبل ساكنة الوسط الحضري التي يجب أن نراهن عليها لتقييم أهمية التصويت باعتبار أنها تضم المفكرين والمثقفين وغيرهم”، قبل أن يؤكد على أن واقع ضعف المشاركة بالمدن قد تم استدراكه بأصوات العالم القروي الذي تعاني ساكنته من مشاكل الهشاشة الإجتماعية والفقر، وهو ما يساعد في نظره أصحاب المال على استغلال هذه الظروف وولوج البرلمان “الذي نسعى إلي تقويته عبر ممثلين حقيقيين قادرين على حل المعظلات الإجتماعية التي يعاني منها المواطنون” يؤكد لحسن الداودي. أما زميله مصطفي الرميد فقد فضل أن يعلق على هذه النسبة ب “غير الكافية التي لا ترقى إلي مستوى التطلعات”، في الوقت الذي وصفها عبد الإله بنكيران ب”الإيجابية على كل حال”، مستدلا بكونها ارتفعت بحصة 8 في المئة مقارنة بنتيجة الإنتخابات التشريعية السابقة. “وهذا في حد ذاته إيجابي” يضيف الأمين العام لحزب العدالة والتنمية بوادر فوز ساحق تباشير تقدم حزب العدالة والتنمية في بعض الدوائر بدأت تصل تباعا إلي خلية الإعلام. بنكيران يعانق الرميد بحرارة. مشهد بدا من خلاله الأمين العام وعضو الأمانة العامة وكأنهما يعلنان بشكل مبكر عن فوز ساحق للحزب في أول انتخابات تشريعية تلي التصويت على الدستور الجديد. لم تكن عقارب الساعة حينها تتجاوز حدود التاسعة من مساء أول أمس الجمعة، إلا أن النتائج الجزئية التي أخذت تتقاطر على المقر المركزي للحزب من دوائر الدارالبيضاء أنفا، والمحمدية واخريبكة وتارودانت الجنوبية وسيدي إفني وواد الذهب وغيرها كانت تفيد بأن مرشحي العدالة والتنمية متقدمين بفارق كبير عن منافسيهم داخل هذه الدوائر الإنتخابية. خالد البرقوعي الذي تكلف بالإعلان عن هذه النتائج الجزئية بصفته وكيلا للائحة الشباب، لم تفارق الإبتسامة محياه، في كل لحظة كان يتلقى فيها الجديد. لقد تسارعت أعداد المقاعد التي حصدها الحزب في الساعات الأولي لترتفع عند حدود الساعة الثانية عشر ليلا إلي أزيد من 40 مقعدا. “يلا بقينا غاديين على هاذ الريتم غاديين نوصلو لتسعين مقعد فالمجموع” بثقة كبيرة يؤكد سعد الدين العثماني، فيما عبد الإله بنكيران الذي كان قريبا منه فقد قال بأن كل المؤشرات تؤكد من دون شك بأن حزب العدالة والتنمية هو الفائز بالإنتخابات. احتفاء بتحطيم الرقم لم تخطأ تكهنات العثماني وبنكيران ومعهما بعض قيادات العدالة والتنمية. فالمقاعد تجاوزت الأربعين، لتبلغ الخمسين، ثم الستين لتحلق إلي الثمانين، قبل أن تتوقف عند حدود 83 مقعدا. حدث ذلك بسرعة فائقة انتقل معها عدد الدوائر التي فاز فيها مرشحوا الحزب إلي 63 دائرة ، في الوقت الذي فشل فيه مرشحوا الحزب في 28 دائرة. نتيجة أرضت مناضلي حزب العدالة والتنمية الذين أنهوا عرس ليلة مشرقة على إيقاع أنشودة: “أرواح أرواح صوت وارتاح … العدالة والتنمية رمز المصباح.