مشاعر فرح متردّد اختلطت بخوف من المجهول سادت أركان بناية حزب الحركة الشعبية، ليلة أمس الجمعة إلى صباح اليوم السبت؛ فأول مكتب توصّل أتباع امحند العنصر بنتائجه، كان ضمن دائرة إيموزار مرموشة، ويقع في إحدى المناطق القروية التابعة لجهة فاسمكناس، حيث حصد فيه حزب السنبلة على 11 مقعدا من أصل 16 مقعدا، فيما فاز باقي المترشحين بالمقاعد الخمسة المتبقية. وأدلى قادة الحزب بتصريحات متحفظة ومترددة أمام ميكروفونات الصحافة؛ فيما تبادلوا التهاني وشدوا على أيدي بعضهم البعض وتأسفوا لفشل محمد أوزين في منطقة احد أولاد إيفران. ولم تأت الأخبار السعيدة والفرحة الأكيدة إلا من لحسن حداد، عضو المكتب السياسي لحزب الحركة الشعبية، الذي كان يتوصل بالنتائج من مندوبي الحزب من المدن والأقاليم، في حزب السنبلة قدم خلال هذه الانتخابات عشرة آلاف مرشح ومرشحة، بينما يقوم بنشر جميع المعلومات عبر حسابه في موقع التواصل الاجتماعي " تويتر". وخلال الساعة الحادية عشرة وعشر دقائق من ليلة أمس حل امحند العنصر بمقر حزب الحركة الشعبية وسط مدينة الرباط، يوزع ابتساماته على الحضور، في رسالة منه إلى أنه حقق الأهم في منطقته، في انتظار التوصل بباقي النتائج، ولو أن فشل محمد أوزين كان له وقعه المباشر على مسؤولي حزب السنبلة. المفاجآت توالت متجاوزة النتائج العادية والمنتظرة من قبيل اكتساح محمد مبديع، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالوظيفة العمومية وتحديث الإدارة، وعضو المكتب السياسي لحزب الحركة الشعبية، منطقة الفقيه بنصالح. وبدوره فاز إدريس مرون، وزير التعمير والإعداد الوطني، وعضو المكتب السياسي لحزب الحركة الشعبية بالجماعة القروية عين مديونة بإقليمتاونات. وتوقع لحسن حداد قبل الإعلان عن النتائج النهائية، أن يحتل حزب السنبلة الرتبة الرابعة أو الخامسة من حيث عدد المقاعد المحصل عليها، مشيرا إلى أن بعض الاكراهات والأحداث العارضة، أثرت في العملية الانتخابية التي عرفها المغرب اليوم. وقال حداد في حديثه مع "اليوم24″:"أتوقع أن يحصل حزب الحركة الشعبية على الرتبة الرابعة أو الخامسة من حيث عدد المقاعد المحصل عليها في اقتراع اليوم"، وأردف قائلا:" أتوقع أيضاً أن يتحمل حزب الحركة الشعبية مسؤولية تسيير مجموعة من المدن من قبيل سلا، وبوجدور، والناظور، وبني ملال، وخريبكة، وواد زم، وغيرها من المدن، فضلا عن رئاسة ثلاث جهات، ويتعلق الأمر بجهة بني ملالخنيفرةومكناسفاس علاوة على جهة الكويرة وادي الذهب. وكل ما سبق لم يكن يثير إلا مزيدا من الفرح المتردد، والخوف المتزايد، لاسيما بعد مغادرة العنصر مقر الحزب، وغياب قيادييه، باستثناء حضور خالد البرجاوي، الوزير المنتدب لدى وزير التربية الوطنية والتكوين المهني، ولحسن حداد، وزير السياحة، ومحمد السرغيني المكلف بمالية الحزب. ونتائج أول مدينة كبرى توصل بها مسؤولو الحركة الشعبية، وكانت لصالحهم هي سلا بعدما أعلن فوز إدريس السنتيسي. هذه البشرى "السعيدة"، التي تلقاها حزب السنبلة جعلت قيادييه أكثر طموحا، لتدبير أكبر عدد ممكن من المدن وتسيير عدد من الجهات. باقي الدقائق أعلنت عن اكتساح الحركة مدن مكناس، وبولمان، وبني ملال، وحصولها على الأغلبية في إقليمصفرو.