تجفيف منابع الإرهاب من المقاتلين الأجانب، واتساع نفوذ الدولة الإسلامية في الساحل الإفريقي والحدود الليبية التونسية الجزائرية، والهجرة غير الشرعية، والتعاون العسكري بين البلدين، هي أهم المواضيع التي ستكون حاضرة بقوة على طاولة الاجتماع الثنائي بين وزير الداخلية المغربي، محمد حصاد، والوزير المنتدب المكلف بإدارة الدفاع الوطني، عبد اللطيف الوديي، ونظيريهما الإسبانيين، فيرنانديث دياث، وبيدرو مورينوس، خلال الزيارة التي يقوم بها هذان الأخيران إلى المملكة غدا الاثنين وبعد غد الثلاثاء. ويأتي هذا الاجتماع الثنائي بعد الزيارة التي قام بها وزير الداخلية الإسباني إلى دولة فرنسا في الثمانية وأربعين ساعة الأخيرة، وفي إطار عمل البلدان الثلاثة من أجل مواجهة تحديات الإرهابية، خاصة مشكل تدفق المهاجرين الأجانب على مناطق النزاع في العراق والشام للقتال في صفوف الدولة الإسلامية. وفي علاقة بالموضوع، علق الخبير في القضايا الاستراتيجية، الموساوي العجلاوي، على هذا الاجتماع الثنائي والعاجل بين الوزراء الأربعة بالقول: «إنه حملة استباقية واحتياطية نظرا لارتفاع التهديدات الأمنية في شمال المغرب، وفي المدينتين المحتلتين سبتة ومليلية اللتين تشكلان تهديدا أمنيا استراتيجيا لكل من المغرب وإسبانيا. هذا الأمر له انعكاس على الأمن في غرب أوربا، خاصة في إسبانيا وفرنسا وبلجيكا وهولندا. كل هذا يعجل بالاجتماعات الرسمية وغير الرسمية بهدف التعاون والتنسيق الأمني في حالة بروز أفراد أو جماعات من الممكن أن تؤثر على الأمن في المغرب وإسبانيا. وأضاف قائلا: «هذا معناه تحصين هذا المجال الجغرافي من التهديدات القادمة من الشرق أو الساحل الإفريقي، كما أن شرق المتوسط أصبح مهددا ويتلقى ضربات متتالية، خاصة بفعل انعكاسات الهجرة الآتية من الشرق والعمق الإفريقي، بالإضافة إلى البروز القوي للدولة الإسلامية في سيرت والمنطقة الوسطى الليبية ومحاولة التمدد نحو سبها لربط خط تنظيمي مع «داعش» في شمال نيجيريا. إذن، هذه التهديدات كلها تفسر لما تم التعجيل بهذه اللقاءات الثنائية بين المسؤولين المغاربة والأوربيين». في نفس السياق، كشفت صحيفة «لاإنفورماثيون» الإسبانية، نقلا عن مصادرها الخاصة من الداخلية الإسبانية، أن هاتين الزيارتين إلى فرنسا والمغرب، واللتين تلعب فيهما إسبانيا حلقة الوصل، جاءتا «كثمرة للعلاقات التي تجمع كلا من المغرب وإسبانيا وفرنسا في المجال البوليسي ومحاربة الإرهاب، وهو ما تعكسه درجة الثقة بين أجهزة الاستخبارات لمحاربة الإرهاب في البلدان الثلاثة، بالإضافة إلى تبادل المعلومات من أجل محاربة الجهاد الكوني». من جهة أخرى، كشفت مصادر من وزارة الدفاع الإسبانية أن هذا الاجتماع الثنائي يأتي بعد مكالمة هاتفية بين عبد اللطيف الوديي وبيدرو مورينوس في ال22 من غشت الجاري. المصدر ذاته أشار إلى أن النقاش بينهما سيتمركز حول التعاون العسكري بين البلدين، والتهديدات الأمنية التي تواجه البلدين، خاصة في ظل ارتفاع نفوذ داعش في الساحل الإفريقي وفي الحدود الليبية التونسية والجزائرية. يذكر أن التعاون الاستخباراتي بين المغرب وإسبانيا مكن، يوم الثلاثاء الماضي، من تفكيك خلية إرهابية تم على إثرها اعتقال 13 فردا في خمس مدن مغربية، في حين تم توقيف الزعيم المفترض ع. ش. في منطقة سان مارتين دي لافيغا في نواحي مدريد العاصمة. كما أنه تم، قبل ذلك بخمسة أيام، اعتقال المغربي أيوب الخزاني في فرنسا، بعد إطلاقه النار على المسافرين الذين كانوا على متن القطار القادم من أمستردام صوب باريس. كل هذا يجعل المغرب فاعلا رئيسا في أي خطة في مجال محاربة الإرهاب.