يبدأ الشاب المغربي مروان الحمدوني، ابتداء من اليوم السبت، جولة تقوده إلى عدد من البلدان الأوروبية ممتطيا دراجته النارية، في إطار مساعيه النبيلة الرامية إلى جمع مساعدات تضامنية لفائدة جمعيات تعمل في المجال الإنساني والخيري بالمغرب. ويشمل مدار الرحلة، التي سيقطعها الشاب مروان (31 سنة)، خلال الفترة التي تمتد ما بين 25 يوليوز و15 غشت المقبل، وحيدا، إلا من دراجته وعلم بلاده الأحمر المرصع بنجمته الخضراء الزاهية، عشر بلدان ( إيطاليا، النمسا، ألمانيا، الدنمارك، السويد، هولندا، بلجيكا، فرنسا، إسبانيا، والبرتغال)، وصولا إلى بلده الأم المغرب. وقال مروان إن برنامج الرحلة التي سيقطع خلالها نحو 14 ألف كلم، انطلاقا من ايطاليا، يتضمن عقد لقاءات مع عدة جمعيات تضامنية وإنسانية، ولاسيما في السويد والدنمارك، والتي سيبحث معها سبل التعاون في المجال الاجتماعي والتضامني. وأضاف مروان، الذي يقيم بدبي (دولة الإمارات العربية المتحدة) منذ ثلاثة سنوات، حيث يعمل في شركة دولية كبرى خاصة بالدراجات النارية، أنه شرع منذ نحو سنة ونصف في التحضير المادي واللوجيستي لرحلته، التي اختار لها شعار "لنمنحهم الابتسامة"، ولاسيما على مستوى ربط الاتصالات بالجمعيات التضامنية والإنسانية بأوروبا. وأكد مروان، ابن مدينة الدارالبيضاء، أن رحلته تشكل مناسبة للتعريف بالمغرب وحضارته وتاريخه وتراثه العريق، إلى جانب موارده البشرية ومؤهلاته الطبيعية ومواقفه السياسية وقضاياه العدالة وفي مقدمتها قضية الصحراء المغربية. وبخصوص طموحاته وآماله، أشار مروان الحمدوني إلى أن رحلته الأوروبية تعد المحطة الأولى ضمن برنامج كبير، يشمل تنظيم رحلة عبر العالم بواسطة الدراجة النارية، موضحا أنه يأمل في خوض غمار رحلة ثانية خلال سنة 2016 انطلاقا من المغرب، وتقوده إلى جنوب إفريقيا، مرورا بعدد من الدولة الافريقية الأطلسية ، قبل العودة إلى دبي. وأبرز مروان، الذي يعد من أصغر الرحالة في العالم الذين يخوضون رحلة طويلة على متن دراجة نارية، والذي سبق أن شارك في عدد من الراليات الخاصة بالدراجات النارية بالمغرب، أنه قد بادر إلى إحداث موقع على شبكة الانترنت إلى جانب صفحة على موقع التواصل الاجتماعي (فايسبوك)، سيتم تحديثهما بشكل مستمر من أجل التوثيق اليومي لرحلته الأوروبية. وجاء الإعلان عن هذه المبادرة الخيرية خلال مؤتمر صحفي عقد في نادي الهوايات بمنطقة الخوانيج، وقال حبنها: «فكرة المبادرة جاءت انطلاقاً من شعور وطني وإنساني خلفته في نفسي مشاهد مؤثرة لأطفال يعانون العزلة وقساوة البرد مع تساقط الثلوج خلال فصل الشتاء في المناطق الجبلية النائية في المغرب، حيث تغلق كل الطرق وتصبح الهواتف النقالة وسيلتهم الوحيدة في التواصل مع العالم الخارجي في حال مواجهة أي ظرف طارئ». وأضاف: «من هذا المنطلق قررت القيام بأمر لدعم هؤلاء الأطفال في مواجهتهم للظروف المناخية الصعبة ورسم الابتسامة على وجوههم البريئة، وحيث إنني مغرم برياضة الدراجات النارية فقد كان بديهياً أن استثمر هذه الهواية بطريقة ما، وكان نتيجة ذلك تخصيص مبادرة عبارة عن رحلة خيرية بدراجة نارية تحت شعار «اجعلهم يبتسمون» أستطيع من خلالها التحسس بأوضاع الأطفال الفقراء في جبال الأطلس بالمغرب والمساهمة في جمع التبرعات لتوفير ما يمكنه التخفيف من معاناتهم.