مع انطلاق الحملة الانتخابية لاقتراع 4 شتنبر المقبل، يتنامى الإقبال على كراء السيارات بشكل لافت بعد فترة إقبال من قبل الزبناء على هذه الخدمة نهاية العطلة الصيفية. وبحسب المعطيات التي استقتها « اليوم24» لدى مهنيي أرباب وكالات تأجير السيارات، فإن لجوء المرشحين إلى الاعتماد على هذه الوكالات، خاصة ذات الصبغة الاقتصادية، يعود إلى المساحات الكبيرة والتشتت الجغرافي الذي تعيشه أغلب الدوائر الانتخابية، ما يجعل توظيف السيارات المكتراة أمرا لا محيد عنه، بالنظر إلى الامتيازات التي يوفرها مثل ربح الوقت ويسر في عملية التواصل مع الساكنة من أجل «حصد واقتناص» المزيد من أصوات الناخبين والناخبات. وتتجه أغلب الأحزاب السياسية، من خلال مرشحيها، إلى كراء ما لا يقل عن ثلاث سيارات، وبعملية حسابية بسيطة، وفق الإفادات التي حصلت عليها «أخبار اليوم» من محترفي السياسة وذوي التجربة الانتخابية، فإن كراء السيارة الواحدة يلزم المستفيد منها دفع مبلغ 300 درهم على الأقل، أي ما يوازي 600 درهم يوميا، دون احتساب مصاريف الوقود. وتنضاف إلى تلك المصاريف نوع وحداثة السيارة ونوع الوقود، ما يكلف أعباء إضافية على المرشحين، بالإضافة إلى أكرية المقرات المؤقتة والمساعدين في الحملة والطبع والإشهار والتغذية والإيواء وغيرها. وفي مقابل ذلك توفر عملية كراء السيارات لأربابها مدخولا محترما إن لم تكن هناك خسائر، بحسب تعبير أحد المهنيين. وترى المصادر ذاتها من مهنيي أرباب وكالات كراء السيارات أن توظيف سيارات الوكالات من لدن المرشحين وأعوانهم إبان الحملات الانتخابية السابقة، غالبا ما تكلفهم خسائر مادية بالنظر إلى كون مستعمليها لا يولون أي اعتبار وهم يستعملون هذا النوع من السيارات، ما يحدث عدة «احتكاكات» مع الزبناء، وهو ما يدفع أرباب الوكالات إلى الحيطة والحذر في التعامل أثناء كراء سياراتهم. بيد أن هناك نوعا من المرشحين الذين يترشحون في دوائر ريفية لابد لهم من ضمانات مالية تفاديا لحدوث أي كارثة بعد الانتخابات، حيث إن الخسائر المادية في السيارات تكون بالجملة. كما يعمد بعض «الخطافة» في الأرياف والبوادي إلى وضع سياراتهم رهن إشارة المرشحين وأحزابهم لنقل مناصريهم، ونقل الناخبات والناخبين لحضور تجمعات حزبية في الأسواق ومراكز الجماعات القروية. وأوضح أحد المرشحين ل»أخبار اليوم» أن ثمن كراء السيارة الواحدة يتراوح ما بين 200 و300 درهم لليوم الواحد، مع ما يستتبع ذلك من مصاريف التغذية والمحروقات طيلة أيام الحملة الانتخابية. وفي اتجاه آخر، يعمد مرشحون آخرون إلى شراء سيارات قديمة على خلفية توظيفها في التواصل مع الناخبين والناخبات في البوادي، وفي الأسواق الأسبوعية والمواسم الدينية التي تعج بها كل مناطق المغرب حتى تكون الكلفة والخسارة أقل، مقارنة مع توظيف سيارة مكتراة من لدن وكالة لتأجير السيارات.