عاد هاروكي موراكامي إلى احتلال مواقع متقدمة في عالم النشر بعدما أصبحت طبعة رقمية من عمله الجديد، الذي يقع في ثمانية أجزاء، من بين أكثر الكتب مبيعا. وتضم الطبعة الرقمية، التي صدرت مؤخرا في اليابان، إجابات موراكامي عن أسئلة المعجبين من القراء على الإنترنت وأفكاره التي تتناول كل شيء من موسيقى الجاز والقطط إلى العلاقات العاطفية. وكان الكاتب الياباني قد أطلق موقعا على الإنترنت حين أعلن في بداية العام أنه يريد «بعد كل هذا الوقت الطويل تبادل الرسائل الالكترونية مع القراء». وقد تلقى موراكامي 37465 سؤالا تمكن من الإجابة عن 3716 سؤالا منها. إذ أصدرت دار شينتشوسا اليابانية للنشر طبعة ورقية تضم 473 إجابة وطبعة رقمية تضم جميع الإجابات ال3716، حيث قالت الدار إنها تعادل ثمانية أجزاء. وتتبوأ الطبعة الرقمية الآن المركز الثالث عشر على قائمة «أمازون» وقارئها الإلكتروني «كيندل» لأكثر الكتب الإلكترونية مبيعا. ويضم الكتاب إجابات الروائي الياباني عن أسئلة. ومن بينها إن تمنى ذات يوم أن يكون قطة فكانت إجابته بالنفي، وعن شعوره بعدم الفوز بجائزة نوبل التي أصبح مقيما دائما على قائمة المرشحين لها، فكان رد موراكامي أن هذا الأمر أصبح «نوعا من الإزعاج». في هذا السياق، قال موراكامي لصحيفة «جابان تايمز» إنه كان يتوقع 10 آلاف سؤال. ولكنه تلقى نحو أربعة أضعاف هذا الرقم، وإنه زار ملعب جينغو وأدرك أن عدد الأسئلة التي أرسلها القراء إليه يزيد على عدد الجمهور الذي يتسع له الملعب. ورغم أن مبيعات رواية موراكامي الأخيرة «تسوكورو تازاكي وسنوات حجه» بلغت مليون نسخة في غضون أسبوع واحد في اليابان، فإنه نادرا ما يظهر في فعاليات عامة. كما قال لصحيفة إن موقعه الإلكتروني قد يكشف «عن جانب مختلف مني». في السياق ذاته، أدرجت مجلة «تايم» الأمريكية الكاتب الياباني على قائمتها الخاصة بأقوى 100 شخصية في العالم بوصفه «صوتا ثمينا من أجل السلام». والى جانب أسماء مثل البابا فرنسيس والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون وهيلاري كلنتون، هناك روائية على قائمة تايم «لأقوى 100 شخصية في العالم من العمالقة والرواد والفنانين والقادة الذين يشكلون المستقبل». والروائة هي الكاتبة النيجيرية تشيماماندا نغوزي أديتشي. وقد دعا موراكامي مؤخرا بلده إلى مواصلة الاعتذار عما ارتكبته اليابان من فظائع في الصين وكوريا وبلدان أخرى خلال القرن العشرين. إذ قال في مقابلة مع وكالة أنباء «كيودو» اليابانية: «أعتقد أن هذا هو كل ما تستطيع اليابان أن تفعله، أي الاعتذار والاعتذار حتى تقول البلدان: «نحن لن نشفى تماما بالضرورة، ولكنكم اعتذرتم ما فيه الكفاية». أما عن الكاتبة أديتشي، فقد قالت عنها راديكا جونز، نائبة مدير تحرير «تايم»، إنها «تكتب عن الآثار المعقدة لتاريخ نيجيريا الكولونيالي وصعود بلدها في حقبة لم تعد فيها الهجرة إلى الغرب تذكرة بلا عودة». جدير بالذكر أن من بين الروائيين الذين أُدرجوا سابقا على قائمة «تايم» لأقوى 100 شخصية «هيلاري مانتل» و»جورج ساندرز» و»آن باتشيت» و»إي. ايل. جيمس»، إلخ.