مرة أخرى، يتجدد الصراع بين سعيد الناصيري وعبد الإله أكرم، والذي كانت بداية شرارته الأولى في موسم 2010/2011، حين كان الثاني رئيسا والأول نائبا له. أول أمس (الثلاثاء)، عقد المكتب المسير للوداد الرياضي، لقاء مع بعض وسائل الإعلام، من أجل الحديث عن وضعية الفريق الراهنة، والمشاريع المقبلة، ونبذ الإشاعات «المغرضة»، التي تحدثت، أخيرا، عن مشاكل في القلعة الحمراء. تطرق مكتب الوداد، في اللقاء الإعلامي، إلى ظروف تأجيل الجمع العام، وحملة التشويش التي يتعرض لها الفريق، والتي يقف وراءها عبد الإله أكرم، حسب ادعاء سعيد الناصيري، الذي هدد باللجوء إلى القضاء، بعد افتحاص مالية الفريق للموسم الماضي، كما تم التطرق إلى دواعي تخفيض ثمن الانخراط، ونقل الوداد، فرع كرة القدم، من نظام التسيير الجمعوي إلى نظام التسيير المؤسساتي، والانفصال عن باقي الفروع. اختلالات مالية قدم أنور الزين، الناطق الرسمي للوداد الرياضي لكرة القدم، شرحا دقيقا عن أسباب تأجيل الفريق لجمعه العام السنوي العادي، وقال إن الأمر مرتبط ب«اختلالات مالية»، شهدها المكتب السابق برئاسة عبد الإله أكرم، موضحا أن التقرير المالي، عن الموسم الماضي، يقف عند نهاية شهر ماي 2014، بينما الرئيس الحالي، سعيد الناصيري، منتخب منذ الأول من شهر يوليوز، إذن، يضيف الزين، «هناك مدة مبهمة، ومرحلة فراغ ما بين نهاية ماي والأول من يوليوز، وفي هذه المدة كانت هناك دينامية وحركية مالية قام بها المكتب السابق، نريد أن نعرف تفاصيلها، لكي يتم الربط بينها وبين التقرير المالي للموسم الحالي، كي نقدمه في الجمع العام، لهذا وبعد التشاور، قررنا اللجوء إلى خبير محاسباتي من أجل فحص مالية الوداد للموسم الماضي». الزين قال إن التقرير المالي الذي يخص فترة تولي سعيد الناصيري رئاسة الفريق في الموسم الحالي 2014/2015، جاهز، كذلك الشأن بالنسبة للتقرير الأدبي، موضحا: «لكن، وتبعا للضوابط القانونية التي تعمل بها الجمعيات الرياضية، فإن التقرير الأول، يجب أن يكون استمرارية لتقرير موسم 2013/2014، (فترة رئاسة أكرم)، لكن بعد اطلاعنا على التقرير الماضي، اكتشفنا أنه ينتهي في الثلاثين من شهر ماي 2014، أي قبل انتهاء فترة تولي المكتب السابق للمسؤولية في الأول يوليوز، فوجدنا أنفسنا أمام مرحلة فراغ، تمتد لشهر، أجريت خلالها عمليات بنكية لم تدون في التقرير السابق، وقانونيا، يصعب الربط، في التقرير المالي، بين الفترة الحالية لسعيد الناصيري والفترة السابقة، لهذا قررنا أن نحيل هذه الحالة الخاصة لافتحاص مالي، وسيتم عقد الجمع العام بعد حل هذه المعضلة». تقرير الموسم الماضي خلال الجمع العام الانتخابي للوداد الرياضي، في الموسم الماضي، أشار التقرير المالي إلى معاناة الفريق عجزا ماليا بقيمة مليار و50 مليون سنتيم، بحيث أن المصاريف بلغت أربعة ملايير و800 مليون (تعاقدات، أجور اللاعبين والمدربين، التنقل، إلخ)، بينما لم تتجاوز المداخيل ثلاثة ملايير و500 مليون تقلد سعيد الناصيري، الرئاسة، وهو يعلم تماما أن الفريق غارق في الديون، فمجموعة من اللاعبين، لم يتوصلوا بمستحقاتهم وأجورهم الشهرية ومنح التوقيع، وآخرين تم فسخ عقودهم وطالبوا بقيمة الشرط الجزائي. بعد توليه الرئاسة، قال الناصيري، في تصريح سابق ل» اليوم24»: «أعلم يقينا الإكراهات التي تنتظرني، والصعوبات التي ستواجهنا، والتي من بينها إعادة التوازن المالي للقلعة الحمراء، وهذا الأمر ليس بالهين، لكننا قبلنا التحدي وسننجح فيه». في هذا السياق، ومقارنة مع المكتب السابق، قال أنور الزين، أول أمس، في اللقاء الاعلامي: «المكتب الحالي جاء بحثا عن الاستقرار، بكل شفافية ووضوح، بدم بارد، وليس لنا ما نخفيه، ونتائج التسيير أعطلت أكلها، وبحكم مواكبتكم للفريق منذ سنوات، تعرفون الوضع الذي كان فيه المكتب السابق والوضع الحالي…لا ندعي الكمال، أو امتلاكنا عصا سحرية، الأكيد أن هناك مجموعة من الأشياء يجب أن نطورها». اتهام لأكرم بالتشويش اتهم سعيد الناصيري، دون تحفظ، المكتب السابق للوداد الرياضي، برئاسة عبد الإله أكرم، بالوقوف وراء التشويش على الفريق، في الفترة الأخيرة، وبالضبط منذ بداية استعدادات اللاعبين للموسم الكروي المقبل. وأبرز الناصيري، أن التشويش على الوداد انطلق، بالضبط، منذ أن أدرج المكتب الحالي، في جدول أعمال الجمع العام المقبل، افتحاص التقرير المالي للموسم الماضي، من أجل ربطه بتقرير الموسم الحالي، وعرضه أمام الرأي العالم. وفي هذا السياق، قال الناصيري: «في الخمسة عشر يوما الأخيرة، وبالضبط منذ ذهاب الفريق إلى معسكره التدريبي في البرتغال، نسمع، في كل ساعة، أن هناك فضيحة ما في تداريب الفريق. هناك من يدعي أن بعض اللاعبين غير منضبطين، أو أن لاعبا ما هرب من التجمع، أو أن اللاعبين يطالبون بمستحقاتهم، وهذه ادعاءات خالية تماما من الصحة، نعرف من يقف وراءها، إنهم أولئك الذين لديهم مصلحة في تدمير المكتب الحالي، أي الناس الذين كانوا في المكتب السابق». وأضاف الناصيري، متحديا المكتب السابق: «أقول لهؤلاء الناس الذين يروجون الإشاعات ضدنا، أن ما تقومون به، لن يثنينا عن الاستمرار في عملنا، سنقوم بافتحاص مالية الفريق عن موسم الماضي، وسنعرض النتائج أمام الرأي العام، لكي يكون الكل على اطلاع تام بسير الأمور المالية في القلعة الحمراء». وبخصوص التعامل مع النتائج المرتقبة للافتحاص المالي، يقول الناصيري: «حينها سنتخذ القرار الصائب»، مضيفا: «من الممكن أن تكون هناك متابعات قضائية في حال أثبت الافتحاص أن التقرير شابته اختلالات مالية.. لا يمكننا الجزم، في الوقت الحالي، بأي شيء، الخبير في الحسابات هو من سيحدد طبيعة تعاملنا مع نتائج التقرير. كل شيء ممكن، المهم أن نتوصل إلى الحقيقة». متحف الفريق في إطار مواصلة التطوير، لجعل الفريق في مصاف الفرق الاحترافية العالمية، قرر المكتب الحالي، إنشاء متحف خاص بالوداد الرياضي لكرة القدم، يضم جميع الكؤوس والألقاب التي حصدتها القلعة الحمراء منذ تأسيسها سنة 1973. ومعلوم أن مجموعة من الكؤوس، التي فاز بها فريق الوداد الرياضي، مازالت في حوزة بعض الرؤساء السابقين، وفي هذا السياق، قال الناصيري: «نعرف أن عملية تجميع الكؤوس صعبة ومرهقة، ولكن سنتغلب عليها إن شاء الله.. سنطلب أولا من الرؤساء والمسؤولين السابقين مدنا بالكؤوس التي فاز بها الفريق في عهدهم، والكؤوس التي لن نتمكن من إيجادها سنعمل على استنساخها.. ليس أمامنا حل». وفي هذا السياق، قال الزين: «هذا مشروع فريق، نعرف أننا سنواجه مجموعة من الإشكالات التاريخية، من قبيل ضياع بعض الكؤوس وأشياء من هذا القبيل.. وهذا المتحف، لن يكون بالشكل الكلاسيكي المتعارف عليه، أي أن يكون في مكان قار بين أربعة جدران، لا، سنعمل على إنشاء متحف متنقل، يزور محبيه وجمهور الفريق في كل أحياء الدارالبيضاء وكل المدن المغربية، بحكم أن الفريق ملقب بوداد الأمة، وهذه العملية ستتيح لانصار النادي، التعرف، عن قرب، عن تاريخ النادي. وأملنا أن يخرج هذا المشروع إلى الوجود قبل نهاية سنة 2015».