لا يزال إقدام وزارة الصحة على إفراغ ضريح "بويا عمر" من نزلائه من المرضى النفسيين يثير تفاعلات على المستوى الوطني، حيث أكدت النقابة المستقلة لأطباء القطاع العام أن هذه العملية لا تعدو أن تكون سوى "فقاعة". وفي هذا الصدد، شدد أصحاب البدلة البيضاء على أن "الخطوة التي أقدمت عليها وزارة الصحة بترحيل نزلاء بويا عمر تعتبر خطوة إنسانية لا يمكن إلا أن نشجعها، لو تم تحضير شروط العلاج والإقامة من أسرة و أطباء نفسيين بالنسبة إلى المرحلين والحفاظ على سلامة وحرمة النزلاء العاديين"، هذا علاوة على "إنشاء مراكز إيواء خاصة بالأمراض العقلية المزمنة عوض الطريقة الشعبوية للوزير حول عملية "انعدام الكرامة"، ما أثبت، حسب بيان للنقابة، أكد أن "الترحيل الجماعي تم إلى مجموعة من المستشفيات تفتقد حتى للأطباء النفسانيين ، و ما واكبه من ترويع للنزلاء العاديين"، الأمر الذي "جعل العملية برمتها إحدى الفقاعات التي عودنا عليها الوزير"، يورد المصدر ذاته. إلى ذلك، أكد الأطباء أن "كرامة المريض العقلي تقتضي أولا إيواء وعلاج آلاف المرضى العقليين المتشردين في شوارع مختلف مدن المغرب في صورة تحط من كرامة الإنسان"، بدل ما أسموه ب"خلق ضجة إعلامية حول ضريح بويا عمر، الذي يعتبر الجزء الظاهر من جبل جليد معانات المرضى العقليين وأهاليهم"، بينما تؤكد الإحصاءات الرسمية أن المغرب لا يتوفر سوى على 197 طبيبا نفسيا و753 ممرضا مختصا. وتبعا لذلك، دعت النقابة المستقلة لأطباء القطاع العام الحكومة إلى "ايجاد حل فوري ودائم لنزلاء بويا عمر، الذين تم توزيعهم على مستشفيات المغرب بما فيهم تلك التي لا تتوفر على مصلحة الأمراض العقلية، وحل مشكلة تشرد المرضى العقليين بمدن المملكة"، إلى جانب توجيهها دعوة إلى "جميع الهيآت الحقوقية إلى رصد وفضح المعانات الإنسانية التي يعيشها المرضى العقليين وذويهم"، مع "التحذير من تمرير أي قانون يحد من استقلالية القرار الطبي للأطباء النفسانيين".