يبدو أن دعوة الأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران الموجهة إلى لجان الانتخابات في البيجيدي، بضرورة الانفتاح على الكفاءات من خارج الحزب وانتدابها للترشح باسم لوائح المصباح، سببها ضعف الحزب في الدوائر الانتخابية القروية، خصوصا بعد دراسة النتائج التي حصل عليها الحزب خلال انتخابات 2007 على مستوى العالم القروي، هذا ما أكده عدد من قياديي ومسوؤلي الحزب الذين اتصلت بهم «أخبار اليوم»، وكان عبد الله بوانو صرح ل»اليوم24» أن بنكيران أوصى بضرورة استقطاب أطر تكنوقراط عرفت بما وصفه بوانو ب»السمعة الحسنة والكفاءة». مصدر آخر من حزب العدالة والتنمية رفض الكشف عن اسمه، قال في اتصال ب»أخبار اليوم» هناك توجيهات شفوية بدأت منذ صعود بنكيران إلى الأمانة العامة في المؤتمرات واللقاءات الوطنية من أجل الانفتاح على الكفاءات من خارج الحزب، وهو ما أسفر عن تشكيل لجينات في عدد من الفروع لا تتجاوز ثلاثة مناضلين، للاتصال بالأطر التقنية التي عرفت بالكفاءة في أماكن عملها وحسن التدبير، وخصوصا المهندسين والأطباء والأطر المالية». وأكد المصدر نفسه، أن نقاشات تسود في منطقتي الغرب وسوس من أجل استقطاب بعض الأسماء التي اقترحها أعضاء لجان الترشيح، وهو ما تم الشروع فيه بالفعل. وقال محمد خيي، الكاتب الإقليمي للبيجيدي في جهة طنجةتطوان، «نحن لا نشترط العضوية في الحزب، نشترط مواصفات أخرى من بينها الكفاءة والبعد عن الشبهات. إذا كان ذلك متوفرا في عضو الحزب نقدمه، أما إذا لم تتوفر نلجأ إلى الاستقطاب، وذلك وفق توجيه الأمين العام إلى إمكانية الانفتاح.. نعم في الجانب القروي هناك بعض الحالات التي سنعمد إلى استقطابها..» من جانبه، قال نبيل الشليح، عضو المجلس الوطني للحزب، «هناك محاولات جذب نخب لها ميول تكنوقراطية إلى الشأن المحلي باعتباره يشترط القرب، وهناك نقاش في موضوع استقطاب بعض الكفاءات..». وحول الوضعية في العالم القروي بالشمال قال الشليح، هناك خصوصية في بوادي الشمال، وخصوصا شفشاون والعرائش، وتتمثل في وجود زراعة الكيف وهو ما يجعل انتداب نخب أو تكوين نخب جديدة قروية مسألة دقيقة وصعبة..». ويعد العالم القروي من نقاط الضعف الواضحة في عمل حزب العدالة والتنمية، حيث يشرف الحزب على تسيير عدد محدود من الجماعات القروية، كما أن الحزب لا يتوفر على كتابات محلية في الكثير من جماعات العالم القروي مقابل تغطية واسعة على المستوى الوطني في المدن والجماعات الحضرية.