عمل بطولي ذلك الذي قام به مهاجران مغربيان بعد أن تمكنا من تخليص عجوزين إيطاليين من ألسنة النيران التي كانت تحاصرهما بداخل منزلهما الكائن ببلدة ليندينارا التابعة لإقليم روفيغو شمالي إيطاليا، وذلك ليلة أول أمس الجمعة. واستنادا إلى أولى التحقيقات التي أجرتها الشرطة، فقد تسبب تماس كهربائي في ثلاجة العجوزين الإيطاليين في الحريق الذي شب في الطابق الأول من المنزل حوالي الساعة 11 من ليلة الجمعة السبت، إذ إنطلقت الشرارة الأولى من هناك لتمتد السنة اللهب الى كل أركان البيت فيما بعد. وقد ساعد في اشتعال النيران درجات الحرارة المرتفعة التي تعرفها إيطاليا هذه الأيام، والتئام تشهدها البلاد منذ حوالي نصف قرن، وفق ايفادات متخصصين. وفي اللحظة التي بدأ فيها الدخان يتسرب من النوافذ، انتبه المهاجران المغربيان، وهما يسكنان بالقرب من بيت العجوزين إلى الامر، فسارعا إلى التدخل، حيث قام أحدهما بتكسير الباب بضربات قوية برجليه، بينما عاد الآخر إلى منزله لإحضار سلم حديدي للتسلق ودخول البيت الذي بدأ يحترق، وقد تمكن من الدخول عبر نافذه مفتوحة في الطابق الأول. وبالفعل تمكن إبراهيم علواني ومحمد القرضوضي من الدخول إلى المنزل وإخراج الزوجين الإيطاليين قبل وصول النيران إليهما، وقبل وصول سيارة الإسعاف ورجال المطافئ. وقد عاش الزوجان حالة من الهلع بالنظر لبى سنهما الذي يفوق ال90 عاما، ولولا تدخل "البطلين المغربيين"، كما سمتهما الصحافة الإيطالية، لانتهيا جثثا متفحمة. وقال إبراهيم علواني في تصريحات للصحافة انه لم يكن أمامه وصديقه سوى وقت وجيز للتدخل "إذ أن خمس دقائق إضافية كانت ستكفي بأن يموت التّسعينيين وسط النيران.