رمضان 2015، لم يكن هادئا كسابقيه، فبالاضافة الى الحرارة المرتفعة، لتزامن الشهر الفضيل مع فصل الصيف، عاش المغاربة طوال 30 يوما على إيقاع تفاعلات وجدل أعقب تفجر مجموعة من القضايا الساخنة المرتبطة بالحريات الفردية. وكانت البداية مع قضية "الصايا"، التي اثارت جدلا كبيرا لم ينته الا بعد اصدار المحكمة الابتدائية بانزكان لحكم البراءة في حق فتاتين تعرضتا للتعنيف والرشق بالحجارة من قبل تجار وباعة متجولين بسوق شعبي بمنطقة انزكان بدعوى ارتدائهما للباس "غير محترم". وتابع الراي العام الوطني، بل وحتى الدولي، تفاصيل هذه القضية، خاصة بعد ان تم توقيف الفتاتين ومتابعتهما بتهمة "الإخلال بالحياء العام". المتابعة فجرت جدلا حقوقيا كبيرا، حيث خرجت جمعيات عدة الى الاحتجاج في الشارع، محذرة من "الوصاية" على لباس المغاربة، ومن المس بالحريات الفردية. وفي الوقت الذي كان يتابع فيه الكثيرون قضية فتاتي انزكان، وحتى قبل ان يصدر الحكم في القضية، تفجرت "مأساة" "مثلي فاس". وبدأت القصة الثانية بتداول نشطاء لفيديو مريع يظهر فيه مجموعة من الأشخاص يعتدون بالركل والرفس على شاب مثلي في الشارع العام. واثار الفيديو الذي وثق لمقاطع "صادمة" للحظات عنف خطير تعرض له الشاب الذي عبر في تصريحات بعد الحادث عن حنقه مما تعرض له، مؤكدا ان الامر تسبب له في أزمة نفسية خطيرة، اضافة الى أزمات اخرى مع العائلة والمحيط المجتمعي، جدلا كبيرا. وقد تم توقيف 3 اشخاص ظهروا في الفيديو يعتدون على الشاب الذي يتابع الراي العام الوطني والدولي تفاصيل قضيته التي وصلت الى طاولة القضاء. القضيتان معا، أسأتا الكثير من المداد، وفجرتا جدلا كبيرا عن "الحريات الفردية في المغرب". وفي القضية الثانية، قضية "مثلي فاس"، تحركت وزارة العدل مصدرة بيان مشترك مع وزارة الداخلية تحذر فيه المواطنين من الحلول مكان الدول وتنفيذ الأحكام مكانها. كما توعدتا المخالفين بعقوبات قاسية، مشددة على ان الأخلاق والأمن الدولة والمؤسسات هي من تتولى حمايتها. اياما بعد ذلك، وبالضبط في اخر ايام رمضان، ظهر فيديو جديد يسرد للواقعة قريبة من قصة "الصايا"، حيث هاجم باعة متجولون بسوق شعبي باسفي فتاة كانت ترتدي "شورت". وعلى الرغم من ان الفتاة كانت رفقة والدتها، الا انها لم تسلم من هجوم عدد من الأشخاص الذين ظلوا يتعقبونها صارخين "اللهم ان هذا منكر". وقبل اقل من ثلاثة ايام عن عيد الفطر، بلغت حكايات "قضاء الشارع" مداها لتصل الى القتل! حيث عمد مواطنون الى قتل "لص" بسوق أسبوعي ببومية بميدلت بعدما ضبط متلبسا بسرقة مواشي. وصار مجموعة من الأشخاص تبعا لذلك "يرجمون" "اللص" في مشهد مريع الى ان لقي حتفه، فيما رفيقه يرقد بالمستشفى.