مازال الغموض يلف خروج سعد الدين العثماني من الحكومة، وتذهب بعض الشكوك إلى وقوف «جهات خليجية» وراء إعفائه. يواصل الملك محمد السادس، زيارته الخاصة للإمارات العربية المتحدة. وتأتي هذه الزيارة بعد أن حل الرجل القوي في الإمارات، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد إمارة أبو ظبي ونائب قائد القوات المسلحة الإماراتية، ضيفا على الملك بمناسبة الاحتفال بعيد الأضحى. ورغم أن الزيارة الملكية للإمارات تكتسي طابعا خاصا، فهي لا تخلو من جوانب سياسية واقتصادية. فمن الناحية الاقتصادية، تأتي الزيارة الملكية في سياق الصفقة الضخمة لشركة «اتصالات» الإماراتية من أجل اقتناء حصة المجموعة الفرنسية «فيفاندي» في «اتصالات المغرب»، البالغة 53 في المئة من مجموع أسهم الشركة، بمبلغ يقدر ب4 ملايير و700 مليون أورو. كما تعد العلاقات بين البلدين جد متينة، توجت مؤخرا بهبة مالية من طرف ولي عهد أبوظبي للمغرب بقيمة 100 مليون دولار، من أجل تمويل مجموعة من المشاريع ذات الطابع السوسيو- اقتصادي، فضلا عن توقيع صندوق أبوظبي للتنمية، قبل نحو 4 أشهر، على مذكرة تفاهم بخصوص منحة الإمارات المقدمة إلى المملكة المغربية والبالغة قيمتها ملياراً و250 ألف دولار (ما يعادل 4.6 مليارات درهم)، وذلك في إطار مساهمة الإمارات في منحة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ضمن مبادرة الصندوق الخليجي للتنمية الذي أقر بتمويل مشاريع تنموية في مملكة محمد السادس. وتأتي المنحة الإماراتية تماشيا مع قرار قادة دول مجلس التعاون تقديم منحة للمملكة المغربية بقيمة خمسة مليارات دولار يتم تمويلها بالتساوي بين كل من دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية والكويت وقطر على امتداد 5 سنوات. وقد أعلن أخيرا عن تشجيع استقطاب العمالة المغربية بالإمارات، وتحسين أوضاع المهاجرين المغاربة بهذه الدولة العربي الغنية، إذ تقدر دراسة لمؤسسة الحسن الثاني للمغاربة القاطنين بالخارج بأن عدد المغاربة في الإمارات يصل إلى نحو 13 ألف مهاجر في الإمارات العربية المتحدة، 70% منهم نساء، نصفهن يشتغلن في البيوت، أما الرجال، حسب الدراسة ذاتها، فهم يشتغلون عادة في المقاهي والفنادق بدون حماية اجتماعية، حيث لا يمكنهم امتلاك مصنع أو أدوات العمل أو حتى سيارات بأسمائهم الخاصة. ومن الناحية السياسية، اعتبر مراقبون وفاعلون سياسيون أن محاولة السعودية ضم المغرب إلى مجلس التعاون الخليجي، ومقابلة المملكة الشريفة لذلك بنوع من التردد، قبل قرار قادة دول مجلس التعاون تقديم منحة الخمس مليارات من الدولارات، تعد طريقة الملكيات الخليجية لفرملة الإصلاحات السياسية في المملكة. في هذا السياق، يذهب بعض قادة حزب العدالة والتنمية أن الإمارات العربية المتحدة سعت إلى الاستفادة من «الخريف العربي» للمساهمة في إسقاط حكم الإسلاميين، كما وقع في مصر، أو الحد منه، كما وقع في المغرب، ويذهب بعضهم إلى أن هناك شكوكا حول وقوف جهات خليجية وراء إعفاء العثماني من على رأس الدبلوماسية المغربية أو قد تكون السلطات العليا راغبة في طمأنة دول الخليج إلى أن الخارجية ليست «إخوانية». وقد أسر أحد قياديي «البيجيدي» ل» اليوم24»، الذي رفض ذكر اسمه، أن هذا الكلام يروج داخل حزبه بقوة، فضلا عن الدور المفتَرَض للوبي الصهيوني الذي يلعب دورا كبيرا في الترويج للمقترح المغربي للحكم الذاتي في الصحراء، والذي غضب من تجاهل العثماني لتسيبي ليفني، وزيرة العدل الإسرائيلية المسؤولة عن ملف المفاوضات مع الفلسطينيين، في حفل العشاء الذي نُظِّم بنيويورك في الولاياتالمتحدة أخيرا فضلا عن التضييق على الإسرائيليين في زيارة المملكة.