عرض مسرحي باذخ شهدته قاعة قصر المؤتمرات بمدينة الداخلة ليلة السبت الماضي، ضمن فعاليات مهرجان الضحك في نسخته الأولى التي تختتم ليلة يومه الاثنين، بعد ستة أيام عرفت عروضا كوميدية وفكاهية مختلفة لنخبة من الفنانين. ويتعلق الأمر بالعرض المسرحي المتجدد والممتد في النجاح «بنات لالة منانة» لفرقة مسرح «الكعب العالي» من إخراج سامية أقريو وسيناريو نورا الصقلي، والذي حضره عدد من ممثلي السلطات، على رأسهم والي جهة وادي الذهب-الكويرة. فقد عاش جمهور الداخلة بمهرجان الضحك لحظات متعة حقيقية مع مسرحية ‘‘بنات لالة منانة'' داخل مسرح قصر المؤتمرات الذي غصت به الجماهير، بمن فيها الأطفال الذين شوشوا نسبيا على بطلات العرض، وتطلب الأمر منهن رفع أصواتهن أكثر والإعلان عن ذلك مرتين متتاليتين، في ليلة تم فيها تكريم فرقتهن، وتسلمت درع التكريم سامية أقريو. مشاهد آسرة جسدتها بتميز عناصر الفرقة التي ضمت، إلى جانب الممثلتين سامية أقريو ونورا الصقلي، كلا من الممثلتين السعدية لديب ومريم الزعيمي في دور بنات «لالة منانة» التي أدت شخصيتها الفنانة المقتدرة السعدية أزكون، إلى جانب الممثلة هند السعديدي في دور مساعدة البيت. المسرحية المقتبسة عن نص للشاعر الإسباني الكبير فديريكو غارسيا لوركا تحت عنوان «لاكازا دي برناردا ألبا»، وكتبت حوارها الفنانة نورا الصقلي، ضمت لوحات شاعرية تحمل الكثير من المرارة، وهي تحكي بلغة بليغة عن عوالم خفية في حياة النساء، وتطرح الأسئلة حول الحرية والحب في سياقات فرضت القيود والجدران أسيادا بعدما تحول الحب إلى قهر يصلب الرغبة في استمرار الحياة، دون أن يموت أمل الانعتاق. ولم تخل المسرحية، رغم تفاصيلها المأساوية التي تروي حكاية أربع شقيقات حرمن العيش بدون أجنحة بعد وفاة والدهن تحت سلطة أم يقتلها الخوف من القيل والقال، من لحظات مرح جسدتها بخفة روح الممثلات المبدعات اللواتي أمتعن الجمهور أيضا بلوحات رقص إسبانية بألبسة مميزة أشرفت على تصميمها وتصميم غيرها من الألبسة التقليدية المغربية، كما باقي ديكور المسرحية، مصممة السينوغرافيا رفيقة بنميمون. وعلى غرار تكريم فرقة مسرحية ‘‘بنات لالة منانة'' ليلة السبت حوالي الساعة الواحدة صباحا بقصر المؤتمرات، شهدت ليلة الجمعة الماضية بساحة الوحدة ثلاثة تكريمات فنية أخرى، بحضور ممثلي سلطات الجهة، وخصت كلا من الفنان المصري أحمد راتب، والفنان عمر السيد عن مجموعة ناس الغيوان، ثم الفنان رضوان عبيد عن مجموعة عبيدات الرما الشعبية التي قدمت عروضا غنائية عديدة بكل من ساحتي الحسن الثاني وساحة الوحدة المعروفة بالداخلة باسم «الوكالة».