حظي حكم المحكمة الابتدائية بإنزكان، الذي قضى ببراءة "فتاتي الصاية" من تهمة الإخلال بالحياء العام، بإشادة العديد من الفعاليات الحقوقية وهيأة دفاع الفتاتين، معتبرة أنه حكم عادل وصائب. وفي هذا السياق، قالت بثينة المكودي، حقوقية، إن قرار البراءة يثلج الصدر، لكن المعركة لم تنته، مؤكدة: "يجب أن نناضل لعدم تكرار ما وقع، وتغيير المادة التي تسمح باعتقال الفتيات بسبب لباسهن، لأنها تحتاج إلى تفصيل وتفسير، وإلى ملاءمة القانون الجنائي مع المرجعية الحقوقية". ومن جانبها، ذكرت الحقوقية سعاد علامي أنها غير راضية عن الحكم رغم أنه ضمن البراءة للفتاتين، مطالبة بمتابعة الشرطي ومن تحرش بالفتاتين، مؤكدة أنهم مدفوعون لخلق البلبلة في البلاد، قبل أن تشدد على أن اللباس حرية شخصية. أما بكار السباعي، محامي الفتاتين، فأكد أن حكم البراءة رد لاعتبارهما، ورد على كل من سولت له نفسه التدخل في شؤون السلطة العامة والحلول محلها في تطبيق القانون، وهو كذلك بداية الطريق للنظر في الشكاية التي تقدمت بها الفتاتان لدى النيابة العامة. وترى فوزية العسولي، رئيسة فدرالية الرابطة الديمقراطية لحقوق المرأة، أن الحكم أنصف الفتاتين، وأكدت أن اللباس ليس جريمة، وأنه لا تراجع على المكتسبات الحقوقية التي تحققت للمرأة. ويذكر، أن أطوار القضية بدأت بعد زيارة فتاتين لسوق الثلاثاء الشعبي بمنطقة إنزكان، بلباس اعتبره بعض المواطنين "مثيرا"، فعملوا على مواجهتهما إلى أن تم توقيفهما من قبل الشرطة في 13 من يونيو الماضي.