في الوقت الذي يعرف فيه المغرب حربا مفتوحة على الخلايا النائمة التابعة لما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية «داعش»، وتفكيكا متواليا لخلايا الاستقطاب والتجنيد، ارتفعت وتيرة التحريض في الأوساط الجهادية المغربية، كان آخرها ما بثه أحد المتطرفين المغاربة المعروفين بولائهم ل»داعش» (ع.م)، حين نشر على موقعه، وعلى مواقع جهادية أخرى، رسالة تحريضية لقيت رواجا كبيرا في العالم الافتراضي، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، وخصوصا المواقع المناصرة ل»داعش». ورغم أن الأجهزة الأمنية تعيش حالة استنفار من أجل مراقبة كل محاولات التجنيد والاستقطاب والإشادة بالأعمال الإرهابية الجارية في مواقع التواصل الاجتماعي، فإن الرسالة التي عنونها صاحبها ب»وصية للدولة الإسلامية بأهل المغرب» وتتوفر « اليوم24» على نسخة منها، قام التنظيم المتطرف ل»الدولة الإسلامية» بتبنيها ونشرها على مواقعه الموالية، وتعد هذه الرسالة هي الخامسة من نوعها، والتي يقوم بتحريرها متطرف مغربي وتزكيها قيادة دولة البغدادي. الرسالة التي أشادت بها ما يسمى ب»الدورة الشرعية للدولة» وهي مجموعة تضم فقهاء وشرعيين ينتمون إلى تنظيم «داعش»، وقامت بإعادة نشرها، جاء فيها «أهل المغرب هؤلاء لازال وجودهم في كل نقطة من نقط الجهاد في العالم المعاصر، تسمعهم وتسمع عنهم في كل حين، وتراهم في كل مكان، وتشعر بخطورتهم في كل جبهة، خرجوا ملبين لكل النداءات، بل قد تجدهم قبل النداء، خرجوا في كل مرة وهم فرحون كأنهم يزفون أنفسهم في سبيل الله.. وما يوجد بين أيدينا من أشرطة مصورة أكبر دليل على ما نقول.. يخرجون لنصرة الحق ولا يبالون..» وتعليقا على تنامي هذه الظاهرة، (ظاهرة النداءات التحريضية وإعلان المناصرة لدولة البغدادي)، قال الخبير الاستراتيجي الموساوي العجلاوي، «إن مسألة الدعاية بالنسبة إلى تنظيم الدولة الإسلامية تعتبر مسألة عادية، وهي تندرج ضمن الدينامية الدعائية لتنظيم داعش، ومن المعروف أنه يراهن على حضوره الدائم في الإعلام بشكل عام. أما بالنسبة إلى المغرب فرغم أننا نجد استعصاء كبيرا لدى داعش في الدخول إليه، لاحظنا أن هناك كثافة في الالتحاق بأراضي القتال عبر تركيا من طرف الجهاديين المغاربة، عائلات بأكملها التحقت بهذا التنظيم وهو ما يمكن أن نرجعه إلى الغطاء الإعلامي الذي توفره مثل هذه الرسائل. في المقابل المؤسسات الأمنية يمكنها أن تقوم بحملة إعلامية مضادة، وأن تحرص على إبلاغ الرأي العام بالجديد في هذا الموضوع الذي بات يؤرق للمغاربة». يذكر أن تداعيات تطور الأوضاع في ليبيا وتونس، خصوصا بعد الغارة الأمريكية على ليبيا، والاعتداءات الأخيرة في منتجع سوسة بتونس، جعل قيادة ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية «داعش» تدخل في حملة استنفار جديدة لمناصريها في شمال إفريقيا، وخصوصا المغرب والجزائر، حيث روجت المواقع الإلكترونية الموالية لتنظيم داعش المتطرف، وعلى رأسها «المنبر الإعلامي الجهادي»، شروع القيادات الشرعية في دولة البغدادي في توجيه نداءات إلى كل الجهاديين في المغرب والجزائر وتونس للتجمع في جيش الدولة في ليبيا مادام الالتحاق بسوريا أضحى مستعصيا.