قام ثلاثة أشخاص زوال اول امس الأربعاء بمهاجمة وكالة البنك الشعبي الكائنة بتقاطع شارع مارتينيوني وشارع نازاريو ساورو وسط مدينة ميلانو ، واقتحم الأشخاص الثلاثة وكلهم من جنسية إيطالية البنك قبل إغلاقه بحوالي نصف ساعة . قبل بدء العملية وللتمويه دخل فردان في البداية إلى البنك ، الأول بلباس أنثى مغربية ، والثاني بلباس شرق أوسطي كما قاما بطلاء المناطق الظاهرة من جسديهما بطلاء أسود خفيف ليخفوا بشرتهم البيضاء الناصعة وليتشبهوا بالمغاربة ، أما العنصر الثالث فقد دخل في مرحلة لاحقة و كان يرتدي لباسا عاديا . بعد دخولهم قام الأشخاص بارتداء أقنعة ثم أخرجوا مسدساتهم و هددوا بها من كان حاضرا من الزبناء والموظفين الأربعة ثم اقتادوهم إلى مدخل خلفي للوكالة ليقوموا بربطهم هناك تحت التهديد بالسلاح الناري دائما ، في إنتظار أن تُفتح الصناديق الاوتوماتيكية لكي يسرقوا ما بها . غير أن أحد الموظفين عندما إنتبه إلى كون الأشخاص الثلاثة لصوص ضغط بيده ، وبحركة خفيفة ، على زر الإنذار الصامت وهو إنذار لا يُحدث ضجيجا في البنك بل ينبه مباشرة مركز الأمن بحدوث أمر ما غير عادي داخل البنك ، نفس الإنذار مرتبط بالإدارة المركزية للبنك بالمغرب حيث يبلغها بحدوث امر طارئ بالفرع الذي إنطلقت منه الإستغاثة. الإنذار تسبب في إفشال العملية ففي ثوانٍ قليلة حضرت عدة دوريات من قوات الكربينييري (الدرك) ولم يكن أمام الجناة إلا الفرار من الباب الخلفي للوكالة البنكية ، وعلى بعد امتار قليلة من مخرج البنك تخلصوا من مسدساتهم ومن الأقنعة التي كانوا يضعونها ، فاقتفت الشرطة أثرهم حتى ألقت القبض على إثنين منهم علما ان أحدهم سقط عندما كان يحاول تسلق حائطا للهروب ليصاب في ذراعه ، بينما لاذ الشخص الثالث بالفرار ولا يزال البحث جاريا عنه. وينحدر الأشخاص الموقوفون من الأحياء الهامشية لمدينة ميلانو وتحديدا حي كوارتو دجارو . هذا وعند وقوع الحادث سادت حالة من الفوضى في المكان الذي تتواجد فيه الوكالة البنكية التي لا تبعد عن القنصلية المغربية بميلانو إلا بمسافة قليلة . وتلقى رجال الدرك سيلا من المكالمات من مواطنين عاينوا المشهد ، كما أن سيارة إسعاف حضرت إلى عين المكان لنقل جرحى مفترضين بعد أن تحدث أشخاص إتصلوا بالأمن عن سماع دوي طلق ناري.غير أن رجال الدرك أكدوا انه لم يكن هناك إطلاق نار وان الاشخاص المتصلين بالغوا في وصف المشهد. حري بالذكر أن هذه الوكالة البنكية افتُتحت منذ سنة 2009 وتعرف إقبالا كبيرا بالنظر إلى كونها تغطي مدينة عملاقة كميلانو يتواجد بها عدد مهم من أفراد الجالية المغربية.