انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، أخيراً، فيديو لمجموعة من الشباب يعتدون جسديا على مثلي بمدينة فاس، إذ أخرجوه من سيارة أجرة كان يستقلها وطرحوه أرضًا، وانهالوا عليه بالضرب المبرح. وفجر هذا الفيديو، الذي كانت له تداعيات كبيرة بلغت حد اعتقال بعض من المعتدين، في ظل موجة الاحتجاج والسخط الكبير التي عبرت عنها شريحة واسعة من المجتمع، الجدل القديم الجديد عن المثلية في المغرب. فهل يقبل المغاربة أن يتعايشوا مع أشخاص لهم ميولات مثلية؟ "اليوم 24″، نزل إلى الشارع وسأل مواطنين عن ردة فعلهم إن صادفوا مثليا في الشارع، فانقسمت أجوبتهم بين من أيد ما قام به شباب من فاس بالاعتداء على المثلي، مستندين في ذلك على الحديث النبوي الشريف "من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان". وهذا الطرح، هو ما يرفضه القانون، الذي يمنع أي شخص أو فئة من أن ينصب نفسه مكان السلطات القضائية والإدارية ومعاقبة الأشخاص. وهو ما ظهر جليا بعد البلاغ المشترك بين وزارتي الداخلية والعدل، والذي أكد بأن "أي فعل أو عمل يهدف إلى أن يحل محل العدالة أو قوات الأمن يعد أمرا "غير شرعي تماما"، بل ويعرض صاحبه للمساءلة. فيما أكد آخرون أنهم سيذهبون عند الشخص المثلي، ويحاولون إقناعه أن ما يقوم به حرام شرعا، ولا يليق بثقافة المجتمع المغربي، في حين فئة ثالثة قالت إنها لن تكثرت للأمر لأنها تحترم حرية الآخر.