متلث أمس (الثلاثاء) في حالة اعتقال الأم التي أجهزت على أطفالها الثلاثة بمدينة فاس، أمام الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالمدينة نفسها، بعد أن مددت النيابة العامة تدابير الحراسة النظرية في حقها بمقر ولاية الأمن لمدة 48 ساعة، حيث ينتظر، بحسب مصادر « اليوم24»، أن تحال المتهمة على قاضي التحقيق للاستماع إليها ابتدائيا، وإحالتها على مستشفى ابن الحسن للأمراض النفسية والعقلية للتأكد من حالتها النفسية والعصبية التي يعتقد أنها وراء إقدامها على جريمتها، وذلك بإجراء خبرة نفسية وعقلية على المتهمة بخصوص قدراتها العقلية في التمييز والإدراك، بعد أن تعذر على المحققين الحسم في مسؤوليتها الجنائية في الحادث، واستنطاقها حول ملابسات إقدامها على خنق أطفالها الثلاثة . وكشف والد الأطفال الثلاثة، في عقده الثاني، في تصريحاته للشرطة، أن زوجته تعاني من أمراض وضغوط نفسية، سبق لها أن نزلت أزيد من مرة بمستشفى الأمراض العقلية القريب من الحي الذي تقطن به، آخرها قضت به مدة 15 يوما، و غادرته حديثا، حيث نفى الزوج وجود أي خلاف بينهما، وشدد على أن زوجته كانت تنتابها بين الفينة والأخرى نوبات عصبية، وأن حالتها العقلية تعلمها عائلتها وعائلته على السواء، إذ كانوا ينقلونها إلى مستشفى ابن الحسن للأمراض العقلية كلما اشتدت حالتها، ولم تظهر عليها أية حالة من العدوانية تجاه أطفالها أو أي شخص آخر، لتفاجئ الجميع بإقدامها على قتل أطفالها الثلاثة، يقول زوجها. وأظهرت المعلومات الأولية للجريمة البشعة التي هزت، صبيحة الأحد، حي البلاغمة القريب من حي الملاح بفاس الجديد، أن الجانية البالغة من العمر 37 سنة عمدت في غياب زوجها عن البيت إلى خنق أطفالها الثلاثة، من بينهم رضيعة في شهرها الثامن، وشقيقها ياسين في ربيعه الثالث، وأسامة في سنته الخامسة، وذلك بواسطة وسادة للنوم، وهم يغطون في نوم عميق، حيث حولتهم إلى جثث هامدة، وتركتهم فوق سريرها، قبل أن تغادر البيت وهي تصرخ بحثا عن زوجها للانتقام منه، بحسب رواية الجيران، محملة إياه مسؤولية إقدامها على قتل أطفالها. وتزامنت الحالة الهستيرية للزوجة مع وصول الزوج إلى البيت، بعد أن قضى ليلته عند عائلته، ما دفعه إلى الفرار خوفا من استهدافه من قبل زوجته التي كانت في حالة هيجان، وسارع إلى إشعار الشرطة بأقرب مركز، حيث شهد الحي بعد دقائق قليلة إنزالا أمنيا مكن من اعتقال الزوجة التي كسرت بصراخها صمت الأزقة الضيقة لباب السمارين الأثري، فيما عاينت عناصر الشرطة العلمية والضابطة القضائية لولاية الأمن جثث الأطفال الثلاثة، وحملتهم بأمر من النيابة العامة إلى مستشفى الغساني لإخضاعهم للتشريح الطبي. وقد نجا من الحادث المأساوي، البنت البكر البالغة من العمر 13 سنة التي التحقت ببيت جدتها منذ حلول شهر رمضان، إلى جانب شقيقها في ربيعه التاسع، الذي كان هو الآخر بمنزل خالته، حيث أصيب الشابان بصدمة نفسية قوية، غداة سماعهما للحادث وحضورهما إلى البيت، ومعاينتهما لجثث أشقائهما الثلاثة فوق سرير النوم، ما دفع الشرطة إلى طلب إبعادهما بعيدا من مكان الجريمة، فيما سقطت البنت البكر مغشيا عليها، ونقلت إلى المستشفى، حيث ينتظر عرضهما على طبيب نفسي للتخفيف من صدمتهما النفسية وحالة الذهول والشرود التي لازمتهما بعد حادث اعتقال أمهما ونقل جثامين أشقائهما إلى مستودع الأموات. وقال جيران الجانية، في تصريحات أدلوا بها لليوم24»، إنها معروفة بين الجيران بانزوائها عن الجميع، حيث كانت تلتزم بيتها ولا تغادره إلا إذا أرادت زيارة أقربائها، لكنها كانت تنتابها في بعض اللحظات نوبات نفسية بسبب صراعات دائمة مع زوجها، التي تفجرت، بحسب بعض روايات الجيران، منذ رمضان الماضي، قبل أن يزدان فراش الزوجين بالمولودة الصغيرة عفاف، التي لقيت حتفها خنقا معية شقيقيها، وذلك عقب فقدان الزوج لعمله كنادل بإحدى المقاهي، ما ترتب عنه أزمة خانقة عاشتها العائلة بسبب عجز الأب عن تأمين القوت اليومي لأفراد عائلته ولزوجته التي تحتاج شراء الأدوية لمرضها النفسي، فيما ظلت العائلة تعتمد بشكل كلي على ما يلقونه من مساعدات من قبل عائلتي الزوجين، تقول روايات الجيران