عاش أحد أحياء فاس «الراقية»، مساء يوم أول أمس الخميس، على وقع جريمة صادمة «وقّع عليها» أب في حق بنت له لا يتجاوز عمرها السنة وابن لا يتعدى من العمر ثلاث سنوات. فقد عمد الأب، المتقاعد، الذي يبلغ من العمر حوالي 64 سنة، في غفلة من الجميع، إلى الاستعانة بإناء مملوء بالمياه لخنق ابنيه حتى الموت داخل منزل العائلة، قبل أن يعمد إلى محاولة التخلص من نفسه عبر عملية ذبح لم تتكلل ب« النجاح». وقد تتبع العشرات من المواطنين من ساكنة حي «السعادة» والأحياء المجاورة، وسط أجواء من الذهول، مَشاهد تدخُّل رجال الشرطة والوقاية المدنية لإخراج جثتي الطفلين ملفوفتين في أغلفة بلاستيكية في وقت متأخر من الليل، بعدما أقدم الأب «لحسن م.»، الذي كان يعمل كتقني معماري، قبل التقاعد، على التخلص منهما في ملابسات ما زالت مجهولة، بينما كانت زوجته خارج منزل العائلة. ولم تنته هذه المَشاهد المؤلمة بدون حوادث على الهامش. فقد أدت عمليات الشد والجذب بين المتتبعين لمشهد إخراج جثتي الطفلين من المنزل إلى سقوط أحد الشبان مغمى عليه من شدة الطعنة التي تعرض لها بواسطة سلاح أبيض من قِبَل شاب آخر وسط الزحام... وقد تم اعتقال الشاب المعتدي، بينما نُقِل الشاب الذي تعرض للاعتداء إلى المستشفى الجامعي الحسن الثاني لتلقي العلاجات من الضربات التي وجهت إليه في الرأس. وفي الوقت الذي تم نقل جثتي الطفلين إلى مستودع الأموات، في انتظار استكمال الإجراءات الإدارية والقضائية التي تسبق الدفن، تم نقل الأب، مرتكب الجريمة، إلى قسم المستعجلات في المستشفى الجامعي الحسن الثاني. وقالت مصادر طبية إن تدخل الأطقم الطبية مكّن من إنقاذ حياته، ما سيتيح للمحققين إمكانية استكمال ملء الفراغات المفقودة من هذه الجريمة التي أعادت إلى الأذهان ما سبق أن عاشه حي مجاور، منذ حوالي، سنة عندما أقدم موظف إنعاش في ملحقة إدارية على ذبح طفلتيه من الوريد إلى الوريد، في منزل العائلة، قبل أن يجلس لتدخين سيجارة «كازا سبور»، ثم يغادر المنزل ببرودة دم، متوجها إلى مقهى مجاور لاحتساء فنجان قهوة، أتبعه بآخر في مقهى ثانية، وبعدها اتجه إلى ولاية الأمن ليخبر بجريمته... حيث تم اعتقاله وكشفت التحقيقات أنه يعاني من «اهتزاز» نفسي، وتنازلت زوجته عن تنصيب نفسها كطرف مدني في القضية. وترجح الفرضيات أن مرتكب جريمة حي «السعادة» يعاني، بدوره، من اهتزازات نفسية منذ حوالي خمس سنوات، ويتلقى العلاجات، بين الفينة والأخرى، في مستشفى ابن الحسن للأمراض العقلية والنفسية ويستهلك أدوية مهدئة. وتقول المصادر إن الأب ربما يكون قد استهلك كمية زائدة من الأدوية، ما دفعه إلى فقدان التحكم في قواه العقلية ليقوم بارتكاب الجريمة التي كانت زوجته وأم طفليه المقتولين آخر من يعلم بها، عندما التحقت متأخرة ببيت العائلة لتجد العشرات من المواطنين يتابعون، بذهول، ما وقع، وفي المنزل رجال شرطة يحققون في الجريمة، التي لم يكن يخطر لها ببال أن زوجها سيقترفها في حق ابنيه، لتسقط أرضا، مغمًى عليها، من شدة الصدمة.