تأجل التوقيع بين أطراف النزاع الليبي الملتئمة في المغرب, على "اتفاق تفاهم مشترك" ممهد لاتفاق نهائي حول مسودة الأممالمتحدة المعدلة لانهاء الازمة الليبية "بسبب تغيير بنود أساسية" حسبما أفاد ليلة الأحد الاثنين نائب من برلمان طرابلس. وقال أشرف الشح المستشار الأول في فريق الحوار عن المؤتمر الوطني الليبي العام المنتهية ولايته بطرابلس في تصريح للصحافة أنه "تم تأجيل اللقاء اليوم الذي كان مبرمجا من أجل التوصل الى اتفاق بسبب تغيير ثلاثة بنود أساسية بالمسودة الأممية". وأوضح الشح أن النقطة الأولى التي تغيرت تتعلق بتشكيل حكومة وحدة وطنية, حيث نصت المسودة الرابعة على أن يكون سحب الثقة من الحكومة قرارا مشتركا بين البرلمان والمحكمة العليا, "لكن فوجئ وفد المؤتمر بتعديل الأمر واقتصر الامر على سحب الثقة من الحكومة من البرلمان فقط". أما النقطة الثانية فتتعلق بالأساس الدستوري الذي يستمد منه البرلمان شرعيته حيث لا يجب ان لا يتم إلغاء حكم المحكمة الدستورية بحسبه. وترتبط النقطة الثالثة بتشكيل المجلس الاعلى للدولة "حيث بقي غامضا", بحسب المصدر ذاته. واضاف الشح انه لهذه الاسباب ألغيت جلسة الليلة الى حين النظر في هذه النقاط الاساسية. وكان نواب من المؤتمر الوطني العاصم المنتهية ولايته بطرابلس, ونواب من برلمان طبرق المعترف به دوليا قد أعلنوا عشية الأحد أنه سيتم التوقيع مساء الأحد على "اعلان تفاهم مشترك" ممهد للتوقيع النهائي على المسودة الرابعة المعدلة بعد ادخال ملاحظات الجانبين عليها خلال هذه الجولة السادسة من المفاوضات في المغرب. وقال النائب أبو بكر بعيرة العضو في برلمان طبرق عقب لقاء صباحي عقد لأول مرة وجها لوجه بين نواب برلمان طبرق ونواب برلمان طرابلس انه "هناك بشكل عام توافق على أغلب القضايا, وسيلخص هذا الاجتماع في بيان تصدره الأممالمتحدة مساء اليوم". وأضاف انه "ستصدر وثيقة مكتوبة تحاول أن تقرب وجهات النظر المختلفة على ان يتم التوقيع عليها بالأحرف الأولى من جميع الأطراف بعد أن تدرس". لكن تفاؤل النواب من الجانبين لم يكتمل حيث تم تأجيل التوقيع بسبب النقاط الخلافية, فيما لم يصدر لحد الان أي توضيح من أعضاء البعثة الأممية الموجودين في الصخيرات. واعتاد برناردينو ليون المبعوث الأممي من أجل الدعم في ليبيا طوال جولات الحوار الخمس الماضية عقد لقاءات منفردة مع اطراف الحوار, ثم نقل ملاحظات كل طرف الى الBخر. لكن هؤلاء التقوا في الجولة السادسة الحالية للمرة الاولى وجها لوجه. وكان من المفترض بعد "أعلان التفاهم المشترك" أن تعود الأطراف الليبية الى برلماناتها من اجل الحصول على الموافقة النهائية, ثم العودة الى المغرب من أجل التفاوض على ملاحق المسودة لأسبوعين أو ثلاثة حسبما أفاد نواب من الجانبين عشية الأحد. وكان الوسيط الاممي برناردينو ليون خاطب أطراف النزاع الليبي الذين اجتمعوا الى مائدة إفطار رمضاني مساء السبت في منتجع الصخيرات المغربي قائلا ان "ما سيتحقق هذه المرة سيكون حلا نهائيا, وحتى لو بدا الأمر صعبا لكنني متأكد أنه سيكون الحل الصائب". وفي ليبيا الغارقة في الفوضى منذ الاطاحة بنظام معمر القذافي في ,2011 برلمانان وحكومتان واحدة في طرابلس والثانية في طبرق (شرق) معترف بها دوليا. ويتنازع الطرفان السلطة وتدور في العديد من المدن والبلدات مواجهات خلفت مئات القتلى منذ يوليوز 2014. وسبق ان شهد منتجع الصخيرات في شمال غرب المغرب خمس جولات من التفاوض بين أطراف النزاع الليبي منذ بداية العام