يقدم لكم موقع "اليوم 24″، طوال شهر الصيام الكريم، وبشكل يومي، مجموعة من الطرائف النادرة التي عاشها رياضيون مغاربة أو دوليون، وترسخت في أذهانهم، حتى صارت محط سخرية يتندرون بها في كل مرة تثار فيها أحاديث الذكريات السارة. يتعرض الأنسان أحيانا إلى مواقف تشككه في نفسه، وتدخله في دوامة من الحيرة والريبة، كما حصل مع الدولي المغربي السابق عبد السلام لغريسي، حينما كان رفقة بعثة المنتخب الوطني التي توجهت عام 1994 إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، من أجل المشاركة في منافسات نهائيات كأس العالم. وقبل ذلك، كان لغريسي قد ساهم في تأهيل المنتخب إلى نهائيات كأس العالم لعام 1994، بعدما سجل هدف الفوز ل" أسود الأطلس" في المباراة التي جمعتهم في العاشر من شهر أكتوبر من عام 1993، بالمنتخب الزامبي. وبعد تأهل المنتخب الوطني إلى نهائيات كأس العالم، حصلت بعض المشاكل للغريسي مع مسؤولي الرجاء الرياضي، إذ كان آنذاك يحمل ألوان النادي الأخضر، فتم إبعاده عن الفريق، الشيء الذي أفقدها التنافسية، وهذا ما جعل الناخب الوطني السابق الراحل عبد الله بليندة في حيرة من أمره، خصوصا أنه كان يعول عليه كثيراً في فك شفرات دفاع منتخبات قوية من قيمة بلجيكا والسعودية وهولندا. سوء التفاهم الذي حصل بين لغريسي وإدارة الرجاء الرياضي، جعل هداف المنتخب الوطني يعيش على أعصابه، لاسيما أن موعد منافسات كأس العالم اقترب، وصار المرحوم بليندة في موضع حرج، في حال وجه له الدعوة وهو يفتقد للتنافسية. ولكن، وبتعليمات من الملك الراحل الحسن الثاني، تم وضع اسم لغريسي ضمن قائمة اللاعبين المغاربة الذين وجهت إليهم الدعوة لتمثيل المغرب في هذه المنافسات العالمية. وبعد ذلك، توجه لغريسي رفقة المنتخب الوطني إلى فرنسا، حيث خاض هناك تجمعا إعداديا قبل أن يشد الرحال إلى مدينة أورلاندو الأمريكية، حيث سيجري "أسود الأطلس" أولى مبارياتهم في منافسات كأس العالم ضد المنتخب البلجيكي. ولما وصلت بعثة المنتخب الوطني إلى مطار أورلاندو بالولاياتالمتحدةالأمريكية، كان كل شيء على ما يرام، حيث كانت الإجراءات المعتادة والجاري بها العمل في كل المطارات العالمية، حيث وضع كل أفراد الوفد الرياضي من لاعبين وطاقم إداري وتقني الأمتعة في مكان معين، ريثما يأتي دور كل واحد منهم للقيام بتلك الإجراءات، إلا أنه بعد مرور دقائق معدودة، حصل ما لم يكن في الحسبان، حيث أن بعض الكلاب البوليسية المتدربة، وهي تقوم بعملية الشم، توقف عند إحدى الحقائب الرياضية. وبدأ الكل يتساءل عن صاحب الحقيبة من أعضاء البعثة فالاسم مدون عليها، لمن تعود هذه الحقيبة؟!! إنها لهداف المنتخب الوطني عبد السلام لغريسي، الذي بات محاطا بسرعة البرق بالبوليس الأمريكي، حينها دارت في رأس مهاجم المنتخب الوطني عدة أفكار: هل يهرب من المكان، ولكن إلى أين؟ هل شخص ما دس شيئا محظورا في حقيبته؟ وهل هناك شخص ما يريد توريطه. قبل أن يحاول لغريسي الإجابة عن هذه الأسئلة، طلب البوليس الأمريكي منه مرافقتهم الى مكان ما في المطار من أجل فتح الحقيبة التي هيجت الكلاب المدربة، وسط ذهول أعضاء البعثة المغربية، التي بدورها فوجئت لهذا الموقف غير المنتظر، خصوصا أنهم يعرفون جيدا أخلاق زميلهم، ولا يمكنه بأي حال من الأحوال أن يقوم بأفعال منافية للقوانين. وبعد وصول لغريسي رفقة البوليس الأمريكي إلى مكان مختفي عن الأنظار، تم فتح حقيبته الرياضية، إذ لم يجدوا فيها إلا ثلاثة أحذية رياضية علاوة على علبة الملمع (السيراج)، ففهموا أن رائحة ( السيراج) القوية هي التي هيجت وأثارت الكلاب قبل أن يطلق سراحه ويعود إلى المكان الذي ترك فيه زملاءه ببهو المطار.