بنكيران ظاهرة سياسية، وآلة تواصلية، وقوة خطابية، وزعامة فرضت نفسها اليوم.. هذه حقائق لا يختلف حولها خصوم بنكيران كما أصدقاؤه.. هو رجل مثير للجدل طبع مرحلة سياسية بأكملها، بما له وما عليه. هو رئيس أول حكومة بعد الدستور الجديد والربيع الجديد والوعود الجديدة بالإصلاح والتغيير… عندما يفرح يطلق نكتا وضحكات لا تخلو من رسائل سياسية. عندما يغضب يخرج أسلحته الثقيلة في وجه خصومه، ويبدأ في إطلاق النار، يتحدث بأكثر من لغة إلا لغة الخشب.. سيرة بنكيران صارت اليوم على كل لسان، فهناك من يحبه وهناك من يكرهه، وهناك من يقف في الوسط بين الحب والكره، يتفق معه ويختلف حسب الظروف والأحوال، لكن الجميع يتابع خطبه، قراراته، معاركه، خرجاته، وحتى صمته صار يؤول اليوم في الساحة السياسية، وتعطى له مبررات ودلالات… للاقتراب أكثر من بنكيران الإنسان، نخصص هذه السلسلة الرمضانية للحديث مع الرجل الثاني في الدولة على لسانه، وبالرجوع إلى ذاكرته هو دون وساطة أو توسط.. بعيدا عن السياسة، قريبا من بنكيران المواطن، والغرض أن نفهم زعيم العدالة والتنمية أكثر، أن نعيد قراءة سيرته، ومراحل تشكل وعيه، وتضاريس الواقع الذي أحاط به. إنها سلسلة للاقتراب أكثر من هذا الذي صار سيرة على كل لسان.. لنتابع… بنكيران: أنا وفيّ جدا للحريرة في رمضان يعترف رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، بصعوبة الأيام الأولى من شهر رمضان بالنسبة إليه، حيث يقول ل«أخبار اليوم» إن «عندي في رمضان يوماين للي صعاب.. يوماين حتى ثلاثة أيام. وهي الأيام الأولى، أو من بعد كانبقا نقول علاش ما كانصومش العام كامل». وعن اختياراته الغذائية في مائدة الإفطار، أعلن بنكيران بسرعة حبّه الكبير للحريرة المغربية. «من قبل لم أكن أنتبه كثيرا للأكل.. تاناكل والسلام، يعني تاناكل الفطور العادي، أما حديثا، فقررت أن أتحكّم أكثر في كمية الأكل، لأن الطعام يشوّش على العبادات ويشوش على النوم وعلى الجسد بصفة عامة»، ثم يعود ليعلّق: «المشكلة ليست في القرار، بل في التطبيق، حيث لا أستطيع أن أجزم بأنني نجحت في ذلك، لكن عموما الحريرة طبق ضروري وبشكل يومي، قد يحضّرون شربات أخرى لكنني لا أتذوّق إلا الحريرة، أنا وفي جدا للحريرة». طقس تناول وجبة الفطور الرمضانية يتم في مكان خال من جهاز التلفزيون داخل بيت رئيس الحكومة، «أتناول الطعام بعيدا عن التلفزيون، لهذا لا أتابع كثيرا البرامج الرمضانية، وأسمع بين الحين والآخر صوت ضحك الأبناء، هذه كل علاقتي بهذه البرامج». وفيما يمنعه موقعه الحكومي من الإفصاح عن اختياراته وميوله الفنية، ينقل مقرّبون من رئيس الحكومة عنه تصنيفه البرامج الرمضانية بين «المقبول» و«الباسل»، حيث يتضايق من بعض اللقطات والمشاهد الجريئة أو التي تتضمن إيحاءات مثيرة. كما يتضايق بنكيران من المشاهد التي يعتبر أنها تحاول حمل المجتمع المغربي على التطبيع مع ممارسات شاذة أو سيئة، من قبيل الخيانة الزوجية أو غيرها من الممارسات، فيما يحظى الممثل الكوميدي حسن الفذ بإعجاب بنكيران.