يقدم لكم موقع "اليوم 24″، طوال شهر رمضان الكريم، وبشكل يومي، مجموعة من الطرائف النادرة التي عاشها رياضيون مغاربة أو دوليون، وترسخت في أذهانهم، حتى صارت محط سخرية يتندرون بها في كل مرة تثار فيها أحاديث الذكريات السارة. أحيانا يكون المحترفون الرياضيون مجبرين على زيارة بلد ما حتى وإن لم يكونوا يحبونه، لأن العقود التي وقعوها تفرض عليهم تنفيذ أوامر الإدارة أو المدرب، وهذا الموقف كان الدولي المغربي السابق، مراد حديود، قد عاشه عندما برمج فريقه ليتيكس لوفيتش صيف 2004، تجمعا إعداديا تحسبا للدوري المحلي ومنافسات دوري أبطال أوربا، في إسرائيل. وأن يسافر مغربي إلى إسرائيل يعني التطبيع مع الكيان الصهيوني، وأيضا الاعتراف ببلد يغتصب حقوق دولة عربية تعتبر بالنسبة إلى وطنه من أهم القضايا التي يدافع عنها، لكن الأمر كان مختلفا بالنسبة إلى الدولي المغربي السابق مراد حديود، الذي كان مفروضا عليه التوجه إلى هناك، لأنه يرتبط بعقد عمل مع فريق من واجبه احترام بنوده، وإلا تعرض لعقوبة قد تصل إلى الإيقاف، لاسيما أن الاتحاد الدولي لكرة القدم يوصي دائما بإبعاد الرياضة عن السياسة والدين. فما كان على حديود إلا أن يتوجه إلى إسرائيل على مضض، لكنه في الوقت نفسه أقسم أن لا يفوت هذه المناسبةعليه من دون أن يصلي في مسجد القدس الشريف، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، لاسيما أنها كانت فرصة لن تتكرر، وعليه أن يستغلها، خصوصا أنه وعد أبيه بتحقيق هذا الحلم الذي لطالما راوده. وبعد أن وصل فريق ليتيكس لوفيتش إلى إسرائيل باشر تداريبه هناك، وبات حلم حديود يدنو من التحقيق، خصوصا أن القدس الشريف صار قريبا منه أقرب من أي وقت مضى. وبعد نهاية إحدى الحصص التدريبية التي أجراها ليتيكس لوفيتش، استقل حديود رفقة زملائه والطاقم التقني والإداري والطبي الحافلة التي كان يقودها سائق إسرائيلي، وتوجهت نحو حائط المبكى، فما كان من اللاعب المغربي إلا أن استغل الفرصة التي لن تعوض بالنسبة إليه، ويطلب من السائق ضرورة التعريج على مسجد القدس حتى يتسنى له الصلاة هناك، لكن السائق رفض ذلك، بدعوى أن جميع الطرق المؤدية إليه ستكون مقفلة. ولم يرق جواب السائق الإسرائيلي اللاعب المغربي، الذي ثار في وجهه، وقال له إن بيوت الله لا تغلق أمام المسلمين، ملحا عليه بضرورة تنفيذ طلبه وإلا "يقلب" الحافلة بمن فيها". أمام هذا المأزق، تحركت الهواتف ما بين حدود القدس الشريف، وبلغاريا، حيث تم الاتصال برئيس الفريق في محاولة من المسؤولين ثني اللاعب المغربي عن قراره، لكنهم فوجئوا برد فعل المسؤول الأول عن النادي البلغاري، الذي طلب من الإداريين ضرورة تلبية طلب مراد حديود، فتحقق حلمه، قبل أن تتوطد علاقته برئيس الفريق أكثر، بعدما خصص له طائرة خاصة قدم فيها إلى المغرب لقضاء عيد الأضحى مع العائلة، كما أنه حصل بفضله على الجنسية البلغارية في مدة ثلاثة أيام. وبعد عام من ذلك، توصل حديود بعرض مغر وصل إلى مليار و200 مليون سنتيم من فريق مكابي حيفا الإسرائيلي، لكنه رفض مناقشته إيمانا منه، "أن اللي في القلب في القلب". ويشار إلى أن حديود، بدأ مساره الكروي ضمن فريق اتحاد تمارة، ومنه انتقل إلى الفتح الرياضي قبل أن يعانق عالم الاحتراف، حيث لعب لكل من اتحاد جدة السعودي، وليتيكس لوفيتش البلغاري، وسيسكا صوفيا، ثم أوسبورغ الألماني، كما شارك مع المنتخب الوطني في كأس إفريقيا 2004 بتونس.