أجلت المحكمة الابتدائية بفاس، يوم الاثنين، محاكمة طالبة من عائلة ميسورة معية أمها، المتهمتين بافتعال حادث اختطافها من قبل شابين، أحدهما عاشق الفتاة، لابتزاز جد هذه الأخيرة في مبلغ 6 ملايين سنتيم، إلى جلسة الاثنين القادم لأجل استدعاء اثنين من عائلة المتهمتين تابعا وقائع اختفاء الطالبة، ولجوء أمها إلى تقديم شكاية إلى الشرطة لفك لغز اختطاف ابنتها. وعلمت « اليوم24» أن الطالبة الجامعية، البالغة من العمر 22 سنة، التي تابعها وكيل الملك بتهمة «التبليغ عن جريمة الاختطاف مع العلم بعدم حدوثها، ونشر بيانات ومعلومات من شأنها إحداث اضطراب لدى الرأي العام»، غادرت سجن عين قادوس ليلة الاثنين- الثلاثاء بعد تمتيعها بالسراح المؤقت، ومتابعتها في حالة سراح معية والدتها التي توبعت بنفس التهمة بعد أن كشف المحققون علاقتها بحادث افتعال ابنتها الاختطاف بغرض ابتزاز جد الطالبة الغني. من جهة أخرى، لا تزال الشرطة تبحث عن عاشق الطالبة ومساعده، اللذين حررت النيابة العامة ضدهما مذكرة بحث وطنية، حيث ينتظر في حال وصول يد الشرطة إليهما أن يواجها تهما ثقيلة، على اعتبار أنهما الفاعلان الأصليان لحادث الاختطاف، وتهديد الشابة بنشر صور وفيديوهات خليعة لها على مواقع التواصل الاجتماعي وابتزازها . وسبق للمحكمة أن استمعت إلى الطالبة في جلسة الاثنين ما قبل الماضي، وصرحت بأنها كانت على علاقة عاطفية مع الشاب الموجود في حالة فرار مع مساعده، وأنه تمكن بدون علمها من تصويرها في مشاهد خليعة وهددها بنشرها، ما دفعها إلى افتعال اختطافها لمنحه المبلغ المالي الذي طالبها به مقابل عدم فضحها على الأنترنيت. بداية القصة كما كشف عنها مصدر أمني ل « اليوم24» بدأت مع خروج الفتاة صبيحة يوم الجمعة ما قبل الماضي من بيت عائلتها لزيارة إحدى صديقاتها، بعدها فوجئت العائلة باتصال هاتفي من مجهول يخبر العائلة بأن ابنتهم تعرضت للاختطاف بالقرب من الإقامة الملكية بحي طارق، حيث طالب المختطف فدية لتحرير الفتاة، مما حذا بعائلتها إلى الاتصال بالشرطة وإشعارهم بحالة اختطاف ابنتهم الشابة. مصالح الأمن بفاس استنفرت عناصرها لكشف ملابسات هذا الحادث، حيث عمدت إلى تعقب هاتف الفتاة، واستعانت بالتطبيق الإلكتروني «الجي بي إس» لهاتفها الذكي، وتمكنت مساء نفس اليوم من اختطافها من الوصول إلى مخبئها، فيما تمكن الشاب من الفرار نحو وجهة مجهولة، لكونه كان خارج الشقة التي احتجز فيها الفتاة. ونجحت الشرطة في إخراج الفتاة عن صمتها خلال البحث معها تمهيديا بولاية الأمن، حين اعترفت للمحققين بأنها اتفقت مع عاشقها على افتعال واقعة اختطافها، لتتمكن من منحه مبلغ 6 ملايين سنتيم، مقابل عدم نشره لصور فاضحة لها على الفايسبوك، بعد أن قررت إنهاء علاقتها العاطفية معه، وتورطها قبل الحادث الذي هز أسرتها في سرقة مبالغ مهمة من جدتها وتسليمها لحبيبها الهارب.