تواجه أشجار أرز في منطقة الأطلس المتوسط -الأقل شهرة من نظيراتها في لبنان- تهديدا من التغيرات المناخية وقطع أشجار والرعي المجحف. وتغطي غابات الأرز ألوف الأفدنة من سفوح جبال الأطلس. والآن تعمل الحكومة المغربية على حمايه هذه الأشجار المهددة بالخطر. وقال عبد العظيم الحافي المندوب السامي للمياه والغابات ومحاربة التصحر إن خططا وضعت لمكافحة مخاطر تغير المناخ. وأضاف "من المرتقب انه في أفق 2100 ستكون تغييرات جذرية بالنسبة للحرارة وبالنسبة لتساقطات الأمطار وهذا هو الذي يفرض علينا انه في أفق 2100، يجب ان تكون هيكلة النظام البيئي للارز قد تغيرت تماما . عندما نعلم ان الأرز يتم استغلاله بعد 200 سنة، هذا يجعلنا ناخد بعين الاعتبار الوقت الإيكولوجي الذي يفرض ان يدخل في هذه الإشكالية وهذا ما يتم حاليا، ما يعني ان كل الأغراس التي تتم حاليا تأخذ بعين الاعتبار التغيرات المستقبلية في أفق 100 سنة." وتفيد تقديرات الخبراء أن أشجار الأرز تراجعت بنسبة 75 بالمئة بالفعل في المنطقة بسب عمليات قطع الأشجار. واضيفت أشجار الأرز إلى القائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض الصادرة عن الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة وهي منظمة دولية تراقب الأنواع المهددة بالانقراض منذ 50 عاما. وسميت واحدة من أشجار الأرز في هذه المنطقة على اسم الجنرال الفرنسي جورو الذي شارك في الحرب العالمية الأولى وكان متمركزا في المغرب. ماتت الشجرة في عام 2003 لكنها مازالت من مناطق الجذب الرئيسية في المغرب. وتقطن منطقة الأطلس المتوسط كذلك قردة محلية يطلق عليها الزعطوط أو المكاك البربري. وتشكل هذه القردة خطرا كذلك على أشجار الأرز إذ تأكل الغصون الصغيرة للأشجار مما يوقف نموها. ويعتقد الكثيرون مثل محمد أوشان نائب رئيس جمعية أرز جورو لبيع الاحجار المعدنية ان هناك حاجة لجهد جماعي لحماية غابات الأرز. ويقول "هدفنا هو تنمية المنطقة والحفاظ على البيئة ونتمنى من الذين يشتغلون في الميدان السياحي ان يحافظوا من جهتهم على النظافة." كما أن الرعي المجحف للماشية يؤثر كذلك على النظام البيئي. وتشير التقديرات إلى أن ما بين 800 ألف ومليون رأس من الماشية والأغنام ترعى في المنطقة. والرعي ممنوع تماما في بعض المناطق من الغابات وكذلك الصيد لكن يسمح للرعاة باستخدام المناطق المفتوحة في رعي ماشيتهم. وبعض الرعاة على وعي بضرورة الحفاظ على الحياة البيئية في المنطقة. ويقول راعي الغنم سمير خويا علي "يجب ان نحافظ عليها. أي مواطن جاء إلى الغابة، يجب أن يحافظ عليها بما فيها الساكنة لأن الغابة ملكنا. وجدناها أمامنا وعلينا ان نحافظ عليها كما نحافظ على أمنا او أبانا، ولهذا يجب الحفاظ عليها كبارا وصغارا." ويقول عبد الرحيم درو مدير المنتزه الوطني لساحة لافران الوطنية إنه على الرغم من التهديد الذي تواجهه أشجار الأرز مازالت هناك بعض العلامات الإيجابية. ويضيف "في السابق كنا نغرس أشجار الأرز أما اليوم فانه ينمو بطريقة طبيعية. هذا هو الهدف الرئيسي الذي نصبو اليه وهو المحافظة على ديمومة شجرة الأرز في جبال الأطلس المتوسط." وفي عام 2004 تأسست ساحة لافران الوطنية لحماية آلاف الأفدنة من المزروعة بالأشجار. وقد يبلغ ارتفاع شجرة الأرز 50 مترا في حين قد يبلغ قطر جزعها ثمانية أمطار لكن ما يميزها هو متوسط أعمارها فهي شجرة معمرة قد تعيش ما يصل إلى 800 عام.