كما كان متوقعا، قاطع طلبة الكليات الثلاث (الآداب، والعلوم والقانون)، في جامعة محمد الأول بوجدة امتحانات الدورة الربيعية العادية لسلك الإجازة، التي كان من المقرر أن تنطلق، صباح اليوم الاثنين. وكان الطلبة المقاطعون للامتحانات، ساعات قبل المقاطعة، قد شكلوا لجانا بالحي الجامعي من أجل أن تتولى مهمة السهر على مقاطعة هذه الامتحانات، التي قالوا إنها لا تتوافق مع مصلحتهم، إذ لم يكن لديهم الوقت الكافي للتحضير لها. وشهدت الساعات الأولى من صباح اليوم، تمركز الطلبة الموكل إليهم مهمة السهر على المقاطعة في جميع الكليات المعنية، وعلى الرغم من محاولة بعض الطلبة الراغبين في اجتياز الامتحانات إقناع زملائهم المقاطعين بأن المقاطعة ليست "حلا"، ولا تصب في مصلحتهم، إلا أن المقاطعين أصروا على موقفهم وقالوا إن قرار المقاطعة اتخذ داخل منظمتهم النقابية (الاتحاد الوطني لطلبة المغرب)، بعد استجماع جميع المعطيات التي تفيد، حسب الطرف المقاطع، أن الامتحانات في هذا الوقت لن تخدم مصلحة الطالب، كما أن المقاطعة وسيلة للضغط على الإدارة للرضوخ إلى ملفهم المطلبي، الذي يضم عدة نقاط أهمها وضعية المطعم الجامعي. ووفق بعض الطلبة الذين لم يرقهم أمر المقاطعة، فإن هذه الخطوة ستكون لها أثار بليغة على مستقبل العديد منهم، خصوصا المقبلين على إنهاء دراساتهم في سلك الإجازة "المقاطعة تعني تأجيل الامتحانات لأسبوع آخر على الأقل، وهذا يعني أن الدورة الاستدراكية هي الأخرى ستتأخر وفي الغالب لن تجرى إلاّ في بداية الموسم الدراسي المقبل، فكيف لطالب في الإجازة سيحصل على شهادته على أقل تقدير في أكتوبر المقبل، أن يجتاز المباريات التي ستعلن مع نهاية الموسم الدراسي في جميع ربوع البلد؟"، يقول أحد الطلبة المقبلين على إنهاء مشواره الدراسي هذا الموسم. وكان مجلس كلية العلوم الذي انعقد أخيرا، قد أكد في بيان توصل "اليوم24" بنسخة منه، أنه بعد "نقاش مستفيض، واستحضار لمسار الدراسة خلال سداسي الربيع، والتي مرت في ظروف عادية، وسعيا وراء تمكين الطلبة، خصوصا المجازين منهم من المشاركة في المباريات الوطنية، ومباريات الانتقاء لدراسات الماستر، وحتى لا تذهب سنة من الجد والكد سدا، يذكر المجلس جميع الطلبة بأن الامتحانات الكتابية للدورة العادية لسداسي الربيع ستجرى – كما أعلن ذلك سابقا – خلال الفترة الممتدة من يوم 08 يونيو الجاري إلى غاية يوم 16 من الشهر ذاته"، ودعا المجلس الطلبة إلى "تحمل المسؤولية والانضباط والإقبال على اجتياز الامتحانات"، لكن هذا القرار المشوب بالتحذير للطلبة لم يلتفت إليه المقاطعون. وتجدر الإشارة إلى أن الطلبة لم يكتفوا بالمقاطعة فقط، بل تحركوا في مسيرة حاشدة صوب شارع محمد السادس قبل أن تتحرك القوات العمومية، التي عملت على قطع الطريق أمامهم، ما دفعهم إلى العودة في اتجاه الجامعة، حيث توجهوا صوب مقر الرئاسة، الذي كان يحتضن اجتماعا للرئيس المؤقت وعمداء الكليات من أجل نقاش مقاطعة الطلبة للامتحانات والتوصل إلى تاريخ جديد لإجرائها.