شهد المركز الاستشفائي الجهوي الحسن الثاني بسطات فضيحة إهمال طبي من العيار الثقيل تنضاف إلى فضائح عدد من المستشفيات، حيث فوجئ أقرباء رجل مسن خضع لتوه لعملية جراحية بتواجد قضيب معدني في جهة غير مكان العملية، يخترق أحشاء جسمه النحيل. وعرف المشفى ليلة أول أمس، حالة من الهلع والخوف والاستنكار وتصاعد عبارات الشجب والاحتجاج من لدن من عايشوا الواقعة من الحاضرين للاستشفاء أو من طرف عائلة رجل سبعيني الذين اكتشفوا وجود أداة معدنية على مستوى بطنه من الجهة اليسرى، بعدما أجريت له عملية جراحية لترميم كسور على مستوى أعلى الفخذ الأيمن، من قبيل طبيب أخصائي في جراحة العظام، وتم حينها إدخال الشيخ على عجل في حالة حرجة إلى قسم العناية المركزة. ظهور هذه المادة الحديدية حير كل الحاضرين حول مصدرها، خاصة وان العملية الجراحية أجريت على مستوى الجهة اليمنى، حيث تساءل الكل هل الامر يرجع الى خطأ طبي خلال العملية التي أجريت له حيث تم نسيان هذه الالة الحادة ام ان هناك امر اخر، خاصة وان المريض الذي يبلغ من العمر حوالي 72 سنة لم يسبق له أن اخضع لتدخل جراحي سابق، إلى أن قدر له الله ان أصيب بكسر استدعى عملية جراحية. ودخل الشيخ المريض المستشفى فمكث هناك 12 يوما من اجل اجراء كل التحاليل والفحوصات اللازمة للتاكد من إمكانية اجراء العملية بسلام، ليدخل الى غرفة العمليات صباح أول أمس الثلاثاء على الساعة التاسعة صباحا ولم يغادرها الا على الساعة الثانية بعد الزوال في اتجاه قسم جراحة رجال حيث تم وضعه، وعندما كانت افراد عائلته بصدد تغيير ملابسه اكتشفوا خروج الة حادة شبيهة بالمسمار من الجهة اليسرى اسفل البطن، مما اثار خوفهم وهلعهم، ليتم اشعار الممرض المداوم بالمصلحة والطبيب الرئيسي بقسم المستعجلات ليتم نقله الى قسم العناية المركزة، حيث أجريت له الفحوصات بالأشعة، على مستوى مكان العملية الجراحية التي أجريت له، ليتبين عبر صور الكشف بالصدى وجود الجسم الغريب الذي اخترق أحشاء الشيخ. الحادث كان يتطلب إدخاله لغرفة العمليات للمرة الثانية، الا ان المريض كان عليه انتظار قدوم الطبيب المختص من مدينة الدارالبيضاء بعد اشعاره بالواقعة، تداعيات هذا الحادث الخطير وقع في غياب مدير المستشفى والمندوب الإقليمي. وبعد استدعاء الطبيب المختص الذي اجرى العملية، بحسب مصادر قريبة، قلل من أهمية الموضوع، معتبرا إياه أمرا عارضا وليس خطأ طبيا، مشيرا إلى أن المريض الذي أجريت له العملية كان يعاني من مشاكل صحية تتمثل في هشاشة العظام في نطاق مرضه المزمن"الروماتيزم"، وأنه قدمت له مختلف الفحوصات الطبية اللازمة وأن حالته الصحية الحالية جد حسنة، كما استغرب هذه الهجمة التي أثيرت حول موضوع القضيب المعدني، مؤكدا أنه وأثناء إجراء العملية تبين أن القضيب المذكور قد انزلق من مكانه الطبيعي، وخوفا على صحة المريض ونجاح العملية، ارتأى عدم ازالته حتى عرضه على جهاز السكانير وكذا التشاور مع أطباء أخصائيين في الجراحة الباطنية وجراحة المسالك البولية، وهو ماتم بالفعل على وجه السرعة من خلال سحب القضيب بسهولة من تحت جلد المريض دون أن يعرض حياته للخطر، هذا قبل أن يتأكد وفاة الشيخ فجر أمس بمستشفى ابن رشد.