تقف فرق الرجاء البيضاوي وأولمبيك آسفي والدفاع الحسني الجديدي ورجاء بني ملال، اليوم (الثلاثاء)، بالملعب الجديد بفاس، على خط سباق التباري من أجل بلوغ حاجز نهائي كأس العرش للموسم الرياضي 2012/2013. وتلتقي الأندية الأربعة برسم دور نصف نهائي كأس العرش، الذي يبدو أنه سيكون حارقا ومرشحا لندية وصراع كبيرين بين الأطراف الأربعة المتبارية، إلى حد يصعب معه التخمين بشأن النتيجة مسبقا، خاصة أن محطة النصف تعتبر نافذة مباشرة للإطلالة على المباراة النهائية التي تشكل حلم كل الفرق الوطنية، على اختلاف مواقعها، وبجميع مكوناتها من لاعبين ومدربين ومسيرين وجماهير. ويشكل دور المربع الذهبي لكأس العرش آخر حدث كروي في عهد جامعة الفهري، المخول إليها الإشراف عليه تنظيميا ولوجستيكيا، من موقع مواصلة مسؤوليتها على رأس المشهد الكروي المغربي، على بعد ثلاثة أيام فقط من انتهاء مهمتها، تزامنا مع يوم الجمعة المقبل، موعد عقد جمع عام لانتخاب مكتب مسير جامعي جديد. إلى ذلك، يصطدم فريقا الرجاء البيضاوي وأولمبيك آسفي في مباراة النصف الأولى، انطلاقا من الساعة الخامسة عصرا، على أن تليها مقابلة الرجاء الملالي والدفاع الجديدي، في إطار نصف النهاية الثانية، بداية من الثامنة مساء، بملعب فاس، في وقت يتوقع فيه أن يشهد المربع الذهبي متابعة جماهيرية، موازاة مع احترازات أمنية مشددة، تفاديا لحدوث صدامات محتملة بين أنصار الفرق المتبارية. وتبرز مباراة أولمبيك آسفي والرجاء بمثابة نهاية قبل الأوان، بالنظر إلى قيمة الجانبين المتباريين، وما يتوفران عليه من تركيبة بشرية متوازنة، فضلا عن كون هذه المقابلة ستشهد صراعا ثنائيا من نوع خاص، لاسيما من حيث النهج التكتيكي بين المدربين بادو الزاكي وامحمد فاخر، اللذين لطالما التقيا وجها لوجه، خاصة في مباريات ديربي البيضاء بين الوداد والرجاء، وهو ما يعني أنهما سيستحضران لقاءاتهما السابقة، وسيعملان معا على تأكيد تفوق أحدهما على حساب الآخر في مباراة اليوم. ويراهن الرجاء على استثمار صحوته، من أجل حيازة تأشيرة المرور إلى الدور النهائي، في أفق التتويج بالكأس الفضية للمرة الثانية على التوالي، والثامنة في مساره، بيد أن مهمته في بلوغ ذلك لن تكون سهلة، أمام أولمبيك آسفي الذي بصم عن مسار موفق في هذه المسابقة، بدليل تجاوزه متزعم الدوري "الاحترافي"، المغرب التطواني، في الدور الماضي، وهو المسعى نفسه الذي يخطط إليه، في محطة اليوم، تحديا للفريق الأخضر، طالما أن الفريق العبدي ليس لديه ما يخسره، على نحو ما صرح به مدربه بادو الزاكي، اعتبارا منه أن بلوغ المربع الذهبي إنجاز في حد ذاته، وأن فريقه قادر على مفاجأة الرجاء، سيما أن امحمد فاخر نفسه وصف هذه المباراة بالصعبة والمعقدة، وأن أي تخمين بالنتيجة سابق لأوانه. ولن تخلو مباراة الدفاع الجديدي ورجاء بني ملال من أهمية وندية، على غرار المباراة الأولى، طالما أن المواجهتين معا ترومان الهدف نفسه، وهو بلوغ نهائي الحلم، رغم تباين مستوى الفريقين، وتفاوت درجات انتمائهما. لكن مباريات الكأس لا تؤمن بالفوارق، مهما تكن طبيعتها، بشرية كانت أو مادية، اللهم بعض الجزئيات البسيطة، التي تقتضيها مواجهات من هذا النوع، من قبيل الاستعداد النفسي والبدني والتحلي بالتركيز وعدم التسرع، وهي الوصايا التي قد يكون مدربا الفريقين الجديدي والملالي، عبد الحق بنشيخة ومحمد الأشهبي، قد ركزا عليها، في توجيهاتهما للاعبي فريقيهما. وبينما يبحث الرجاء عن التأهل إلى النهاية، في أفق البحث عن ثامن لقب له في كأس العرش، فإن الدفاع الجديدي يتطلع إلى حضور رابع نصف نهائي، سعيا إلى مناقشة إمكانية الظفر بأول لقب له، بعدما فشل ثلاث مرات في ذلك، خلال نهائيات 77 أمام الرجاء، و85 و86 أمام الجيش الملكي، فيما يطمح فريقا أولمبيك آسفي ورجاء بني ملال إلى بلوغ النهائي لأول مرة في تاريخهما.