لم يجد رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، لدى وصوله إلى فرنسا في استقباله إلا أرليم ديزير، سكرتير دولة مكلّف بالشؤون الأوروبية لدى وزير الشؤون الخارجية والتنمية الدولية، في مطار بورجي الخاص، وهو ما اثار استغراب العديد من المراقبين الذين ذهبت قراءات بعضهم الى حد اعتبار الاستقبال المتواضع ترجمة ل"نوع العلاقة التي تجمع المغرب بفرنسا"، خاصة في هذه الظرفية التي يحاول فيها البلدان الوصول بمستوى علاقاتهما الى "الاستقرار" بعد صفحة خلافات دامت أزيد من سنة. وحل بنكيران بفرنسا لترؤس خلالها أشغال الدورة 12 للاجتماع المغربي الفرنسي العالي المستوى، ويرافقه خلال هذه الزيارة وفد وزاري هام يضم وزراء الداخلية، والعدل والحريات، والشباب والرياضة، والسكنى وسياسة المدينة، والتربية الوطنية والتكوين المهني، والتعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر، والصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي، والتضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية، ووزير الثقافة علاوة على الوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، والوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالوظيفة العمومية وتحديث الإدارة، والوزيرة المنتدبة لدى وزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة المكلفة بالبيئة. وفي المقابل هذا "الاستقبال المتواضع" لبنكيران، احتفى المغرب، بشكل كبير، برئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس خلال زيارته الأخيرة للمغرب، حيث حظي بلقاء الملك محمد السادس، الذي أقام مأدبة عشاء على شرفه، ترأسها بنكيران، وحضرها عدد من مستشاري الملك ومن أعضاء الحكومة وشخصيات أخرى. كما استقبل فالس من طرف بنكيران بمكتبه، في زيارة أسهمت في طي صفحة الخلاف بين البلدين، التي دامت ما يقرب من العام بعد تدهور العلاقات بينهما، بسبب استدعاء القضاء الفرنسي لعبد اللطيف الحموشي، مدير المخابرات الداخلية، للتحقيق في "مزاعم تعذيب"، نتج عنها تعليق التعاون القضائي من جانب المغرب. كما رافق بنكيران الوزير الأول الفرنسي لدى مغادرته للمغرب إلى المطار لتوديعه في موكب شارك فيه عدد من المسؤولين، ولدى عودتهم وقعت حادثة سير لموكب رئيس الحكومة، أصيب خلالها والي مدينة الرباط، عبد الوافي لفتيت، برضوض استدعت نقله للمستشفى.