مهدي الحبشي تسبب انهيار جزء من سور بمنطقة سيدي عبد الله بلحاج بالدارالبيضاء مساء أمس، في مقتل مراهق في سن الزهور (13 سنة) وإصابة اثنين آخرين بجروح بليغة نقلا على إثرها إلى المستشفى. السور المنهار كان يفترض أن يكون حائلا بين السكان ومجمع صناعي ، غير أن النظرة الأولى تكفي ليكتشف المشاهد أن السور أوهن من بيت العنكبوت، ولا قدرة لأحجاره المهترئة على تحمل لمسة يد. وحسب رواية لشهود عيان، فإن الضحايا كانوا يتجولون كعادة سكان الحي قرب السور؛ لانه المتنفس ومجال الحركة الوحيد الذي لا يزال متاحاً أمام ساكنة حي شبه صفيحي ضاقت جنباته، بعد أن حاصرتهم أشغال التهيئة الحضرية غربا، وأغلقت عليهم منفذهم على البحر، فضلا عن الشارع العام شرقاً. من شهد الحادث أكد لل"يوم24″، أن جرافة تابعة للشركة المذكورة سلفا كانت تشتغل في الضفة الأخرى من السور ككل يوم على نقل مواد أولية (رمال)، ووضعها جنب الحائط، الرمال أثقلت كاهل السور الذي هوى فوق رؤوس الاطفال الثلاثة. أخت الفتى الذي قضى نحبه قالت: "إن السبب في وفاته عكس الاثنين الآخرين هو صغر سنه أولا، فضلا عن تجرعه لمادة "الآسيد" المتسربة من المجمع الصناعي". والتي كانت آثارها بادية على المياه المحيطة بمكان وقوع الحادث. أخت الضحية حكت لليوم24 عن الوقفة الاحتجاجية التي نظمها سكان الحي صباح اليوم:"تجمعنا بشكل سلمي أما مدخل الحي دون أن نمس الملك العام بأذى، وكان الإنزال الأمني كثيفاً، دخلنا معهم في مشادة كلامية دون أن يقوموا بتعنيفنا أو تفرقتنا بالقوة". صحيح أن الوقفة طالبت بتعويض عائلة الضحية في مصابها، لكنها عبرت كذلك عن تراكم حوادث مشابهة عانى منها السكان منذ سنوات. إحدى جارات العائلة المنكوبة تكلمت حول الموضوع :"معاناتنا مع الأشغال قديمة، فقد لقي خالي حتفه في نفس المكان وتسببت الأشغال لعدد من السكان في عاهات مستديمة، بعضهم فر هربا من هذا الجحيم، ومن لم تسعفه الإمكانيات يعيش في حالة رعب دائمة". وعن دور السلطات العمومية واصلت السيدة نفسها بالقول :"سبق وراسلنا الجماعة الحضرية بخصوص السور الذي لاحظنا منذ مدة أنه آيل للسقوط، دون أن نتوصل بأي جواب ولا حتى أدنى التفاتة، تغير المسؤولون أكثر من مرة وكنا في كل منها نأمل في ملاقاة شخص متفهم دون جدوى". كما لم تكلف أي جهة نفسها بإعلام الساكنة، ولو عن طريق لافتة، بخطر التجول في مناطق الأشغال أو قرب السور المجاور للمركب الصناعي. المكان المنهار، لا يشكل سوى جزء صغير من السور الذي يمتد إلى حدود مساكن أهل الحي، ولا تقل المناطق الصامدة ضعفا عن الجزء المنهار، وعن ذلك يقول أحد سكان الحي ساخراً :"يكفي زلزال صغير لنجد أنفسنا في النيبال"، بل الأكثر من ذلك فإن المواد الكيماوية التي تصنعها الشركة المجاورة، قد تحول "سيدي عبد الله بلحاج، في حال لا قدر الله وحدث الزلزال، إلى "فوكوشيما" أو "تشيرنوبيل" النسخة المغربية البيضاوية.