إعداد وداد الملحاف في آخر دراسة لها، أشارت أرقام أصدرتها مؤسسة الأبحاث والدراسات العالمية جارتنر إلى أن مبيعات الأجهزة اللوحية في جميع أنحاء العالم ستصل إلى 233 مليون جهاز خلال عام 2015، أي بزيادة قدرها 8 بالمائة فقط عما حققته في عام 2014، وقال رانجيت أتوال، مدير الأبحاث لدى جارتنر: «ينذر تباطؤ سوق الأجهزة اللوحية خلال عام 2014 بالخطر. فعلى مدى العامين الماضيين، حقق معدل المبيعات العالمية للكمبيوترات اللوحية نموا متميزا من خانتين»، وأضاف «يعزى هذا الانخفاض الحاد إلى عدة عوامل منها إطالة العمر الافتراضي للكمبيوتر اللوحي، ومشاركتها بين أفراد الأسرة الواحدة، وتحديث معظم برمجياتها، خاصة بالنسبة للأجهزة العاملة بأنظمة التشغيل آبل، بالإضافة إلى الحفاظ والعناية بالكمبيوترات اللوحية المستخدمة حاليا، فضلا عن عدم طرح الابتكارات الجديدة على مستوى هذه الأجهزة، وهو ما يمنع المستهلكين من ترقية وتغيير أجهزتهم». وقد عبر خبراء ومحللو مؤسسة جارتنر عن توقعاتهم المتعلقة بنية شركات بيع الأجهزة اللوحية الإعلان عن عقد شراكات جديدة تهدف إلى طرح تطبيقات مبتكرة، تستعين بالبيانات الشخصية من أجل تجربة مميزة للمستخدم، وفي نفس السياق يقول أتوال: «المرحلة المقبلة من خدمات «السحابة الشخصية» ستساعد شركات البيع على توطيد علاقاتها مع العملاء بإيقاع أكثر شخصية، وذلك من خلال توفير خدمات وإعلانات مصممة بشكل تلقائي وخاص لتلبية طلبات المستهلكين». وتطرقت أنيت زيمرمان، نائبة مدير الأبحاث لدى مؤسسة الأبحاث والدراسات العالمية جارتنر، إلى نقطة نمو بيع الهواتف الذكية بالقول: «ستصبح سوق الهواتف الذكية مركز استقطاب لأسعار السوق التي تتراوح ما بين أسعار الأجهزة الممتازة والأجهزة الخدماتية»، وأردفت قائلة: «من جهة، شهد متوسط سعر بيع الهواتف الممتازة، والذي بلغ 447 دولارا في عام 2014، نموا هيمنت عليه الأجهزة العاملة بأنظمة التشغيل آبل، ومن جهة أخرى شهد طيف واسع من الهواتف المحمولة العاملة بأنظمة التشغيل آندرويد، وغيرها من الأجهزة العاملة بأنظمة التشغيل المفتوحة نموا ضمن فئة الهواتف المحمولة الأساسية، حيث بلغ متوسط سعر الجهاز 100 دولار، أما بالنسبة للهواتف الذكية المتوسط المستوى، فقد أصبحت فرص السوق محدودة بشكل متنام». من جانب آخر، أعلنت أرقام المركز عن انخفاض مبيعات الحواسيب الشخصية (تشمل المكتبية والمحمولة) خلال الربع الأول من سنة 2015، في استمرار واضح لتراجع مؤشر نمو هذه الصناعة خلال السنوات القليلة الماضية، بفضل ازدهار الحواسيب اللوحية والهواتف الذكية. وطبقا لتقرير جارتنر، فإنّ إجمالي شحنات الحواسيب الشخصية بلغ 71،7 مليون وحدة حول العالم خلال الربع الأول من 2015، في تراجع بلغ 5،2 بالمائة بالمقارنة مع نفس الفترة من سنة 2014. وقالت المحللة الرئيسية في جارتنر، ميكاكو كيتاجاوا، في تعليقها على هذه الأرقام، إن زيادة عدد شحنات الحواسيب الشخصية في 2014 كان بسبب التجديد الذي قامت به العديد من الشركات، بسبب انتهاء دعم مايكروسوفت لنظام تشغيل ويندوز إكس بي، لكن مع انتهاء عملية التجديد في 2015، تراجع عدد الشحنات بالنسبة المذكورة، في الوقت نفسه لا يعني التراجع في عدد الشحنات أول 2015 أن الشركات التقنية ستعاني في بيع الحواسيب الشخصية لاحقًا، فعلى سبيل المثال، مازالت الحواسيب المحمولة تحقق مبيعات جيدة، ومؤشر نموها في ارتفاع مستمر، خاصة تلك التي تعمل بنظام تشغيل ويندوز، وتتوقع جارتنر أن يستقر معدل نمو مبيعات الحواسيب خلال السنوات الخمس القادمة، أرجعت ميكاكو انخفاض المبيعات إلى الانخفاض الكبير في الطلب على الحواسيب المكتبية في 2015 مقارنة بنفس الفترة من 2014، حيث كان الطلب كبيرا، لأن الشركات اضطرت إلى تغيير معداتها من الحواسيب المكتبية لتتوافق مع الإصدارات الأحدث من نظام تشغيل ويندوز، بعدما توقفت مايكروسوفت عن دعم ويندوز إكس بي. ومن جانب آخر، استمرت الحواسيب المحمولة في تحقيق مبيعات جيدة خلال الربع الأول من هذه السنة. وفي سياق متصل، استمرت شركتا لينوفو وإتش بي في تصدر القمة، وتحقيق زيادة في مبيعات الحواسيب خلال الربع الأول من 2015، وجاءت لينوفو في المركز الأول من حيث عدد المبيعات في الفترة المذكورة، بفضل الخيارات الابتكارية المتنوعة التي تقدمها الشركة للمستخدمين، HP أيضا كان لها نصيب جيد، وحافظت على المرتبة الأولى في الولاياتالمتحدة وأوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا، بينما تراجعت مبيعات الحواسيب الشخصية لشركة ديل Dell الخاصة للمرة الأولى منذ ستة أرباع مالية متتالية، وكانت الشركة استفادت من حملة التجديد التي أصابت الشركات بعد توقف مايكروسوفت عن دعم ويندوز إكس بي.