تستعرض « اليوم24» تصريحات لمجموعة من المدربين سبق لهم أن طعنوا، علانية، في الكرة المغربية، وأشاروا إلى وجود تلاعبات في النتائج، واعتبروا البطولة المغربية «غير نزيهة» وتدار ب«البيع والشراء». التشكيك في نزاهة البطولة.. بيضي يفجر قنبلة أن يطعن الجمهور في نزاهة الكرة المغربية أمر يمكن تفسيره، وأن يطعن مدرب فريق ما في الكرة ذاتها، ويشير إلى تلاعبات أو شيء من هذا القبيل، أمر أيضا يمكن تفسيره، فكل المدربين يحتجون على الحكام، ويعتبرون أنفسهم مستهدفين، لكن أن يطعن، في الصميم، مسؤول جامعي في الكرة الوطنية، ويقول بالحرف: «مكينش النزاهة في المغرب»، فهذا أمر يحتاج إلى وقفة صارمة لمعرفة خبايا وخلفيات هذا التصريح الخطير جدا. نور الدين بيضي، رئيس يوسفية برشيد لكرة القدم، وأحد أعضاء الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، طعن في مصداقية الكرة المغربية والقائمين على شؤونها، وأشار، عقب نهاية مباراة فريقه أمام مضيفه شباب هوارة، بنتجية التعادل (2-2)، برسم الجولة التاسعة والعشرين من منافسات الدوري الوطني، يوم الأحد الأخير، إلى وجود تلاعبات في مباريات القسم الثاني من أجل تحديد الصاعد إلى دوري المحترفين. بتشكيكه، أخيرا، في «نزاهة» الكرة المغربية، ينضاف نور الدين بيضي، إلى قائمة المدربين المغاربة والأجانب، الذين شككوا في مصداقية ونزاهة البطولة الوطنية، واعتبروا أنها تدار على المقاس، وأعلنوا، خاصة الأجانب منهم، بعد تجاوزهم الحدود وضمانهم عدم المتابعة، أن اللعبة في المغرب، «مثل العاهرة، يظفر بها مني دفع أكثر». مدربون أجانب، كانوا يجهلون طبيعة المنافسة في الدوري المحلي، لم تكن معرفتهم بالكرة الوطنية، ت تعدى بعض اللاعبين الممارسين في أوروبا، كانوا يجهلون ما وراء اللعبة وطبيعة المنافسة، لكن بعد أن تعاقدوا مع فرق وطنية، وعملوا مدة قصيرة في الدوري، اكتشفوا بعضا من خبايا «اللعبة»، واكتشفوا، لأول مرة، أن أرضية الميدان، ليست هي الفيصل الحقيقي في مباراة بين فريقين. فوزي البنزرتي: تحدث أشياء غريبة لم أفهمها فوزي البنزرتي، المدرب التونسي المنفصل عن الرجاء البيضاوي مع نهاية الموسم الماضي، شكك في أحقية فوز المغرب التطواني باللقب، ولمح إلى إمكانية مساهمة بعض لاعبيه، في القلعة الخضراء، في «منح» درع الدوري ل»فريق الشمال» حسب تعبيره. المدرب التونسي، وخلال استضافته في أحد البرامج الحوارية التونسية، قال إنه خلال مباراة الرجاء البيضاوي أمام أولمبيك أسفي، برسم الجولة الأخيرة من منافسات الدوري، في الخامس والعشرين من شهر ماي 2014: «حدثت أمور غريبة، غريبة جدا، صراحة لم أفهمها»، وأضاف: «هناك الكثير من علامات الاستفهام عن تلك المباراة». وأضاف المدرب التونسي أنه تفاجأ لمستوى بعض لاعبي فريق الرجاء في تلك المباراة، وأحس وكأنهم «يفضلون تتويج المغرب التطواني للمشاركة في نهائيات كأس العالم»، وأوضح: «في تلك المباراة، أربع أو خمسة من لاعبي الفريق لم أعرفهم… لم يكونوا هم ذاتهم اللاعبين الذين أعرفهم وأعرف مستواهم». من جهته الفرنسي لاديسلاس لوزانو، المدرب السابق للوداد الرياضي، كان انفجر كالبركان غاضبا في وجه حكم إحدى مباريات الفريق سنة 2001، قائلا له: «ما هذا العفن.. هذه كرة مريضة»، وشكك في مصداقية المنافسة في الدوري، قائلا: «هناك أمور متسخة تقود البطولة»، فعوقب، وقتها، بالتوقيف شهرين، فقرر البحث عن تجارب جديدة في بلدان أخرى. مدربون أجانب كثر، عملوا، سابقا، في الدوري الوطني المغربي، لفترة وجيزة، لا تتعدى بعضة أشهر، قرروا الرحيل نحو جهات أخرى، بعدما تأكدوا، أن البطولة المغربية «فيها إن». هنري ميشال: «كرتكم مريضة» وكارزيتو: الوداد «شرا» هنري مشيال، المدرب السابق للمنتخب الوطني المغربي لكرة القدم، والذي قاد «الأسود» في نهائيات كأس العالم في فرنسا سنة 1998، قال، بعد إقالته، للمرة الثانية من قيادة المنتخب، عقب الإقصاء من الدور الأول لنهائيات كأس إفريقيا 2008، إن الكرة المغربية «مريضة جدا»، موضحا: «للأسف، أنتم ليست لديكم سياسة كروية، أرى الكثير من العبث في التسيير، والكثير من الأشياء غير الصحية تتحكم في البطولة في القسم الأول». المدرب الفرنسي، الذي كان يتحدث في ندوة صحفية، عقب الإقصاء من نهائيات كأس إفريقيا، اعتبر وقتها أن الكرة المغربية تحتاج إلى «إعادة تغيير وإصلاح جذريين»، وقال: «كل البطولات المتألقة في العالم، عملت على الإصلاح من القاعدة، لا يمكن بناء منتخب أو فريق ما أو دون الاعتماد على سياسة واضحة المعالم، من القاعدة بالضبط». الفرنسي الآخر، من أصل إيطالي، دييغو كارزيتو، بعد إقالته من تدريب الوداد الرياضي، موسم 2010/2011، قال إن الفريق الأحمر لم يفز بلقب الدوري الوطني عن موسم 2009/2010 عن جدارة واستحقاق، «بل اشتراه». المدرب الفرنسي، «المثير للجدل»، أوضح، في تصريحات صحفية آنذاك: «لقد قال لي مسؤولون من المكتب، إن الفريق اشترى اللقب، وأنه علينا البقاء في المراتب الأولى، وفي الدورات الأخيرة سيتدخلون لبحث سبل ضمان الدوري». خلف تصريح المدرب الفرنسي جدلا كبيرا في الأوساط الكروية، ذلك أنه في الوقت الذي طالبت فيه مجموعة من الفرق، التي كانت منافسة على اللقب، في الموسم ذاته، (الرجاء البيضاوي، الكوكب المراكشي، الدفاع الحسني الجديدي)، فتح تحقيق في تصريحات المدرب، من أجل إعادة الاعتبار لنزاهة الكرة المغربية، دعا آخرون إلى «طي الصفحة»، وإخماد نار التصريحات سريعا قبل أن تمتد إلى فضائح أخرى الكرة المغربية في غنى عنها. بودريقة: «هناك من يصطاد في الماء العكر» محمد بودريقة، رئيس فريق الرجاء البيضاوي، كان قد اعتبر، أخيرا، أن فريقه يتعرض ل»ظلم» تحكيمي، وأن «البعض»، حسبه، يحاول «الاصطياد في الماء العكر، واستغلال الأوضاع الحالية لضرب مصالح النادي»، وقال: «نتيجة للحملة الشرسة والممنهجة التي طالت فريق الرجاء، منذ فترة ليست بالقصيرة، ومنها الظلم التحكيمي، الذي تعرض له الفريق في كثير من المباريات، بشكل كان له بالغ الأثر على نتائج عدد من مبارياته..أعلن استقالتي من المكتب الجامعي للتخلص من حالة ازدواجية المهام كي لا يتهمنا البعض باستغلال المنصب و النفوذ». ورغم أن محمد بودريقة، يشغل منصب نائب فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، إلا أن ذلك لم يمنعه من انتقاد التحكيم، ولمح إلى أن الأخير، موجها لضرب مصالح ناديه هذا الموسم. وتبقى قضية أمين الرباطي، اللاعب السابق للرجاء البيضاوي، الذي قال إن فريقه «اشترى» مباريات عن موسم 2012/2013 من أجل التتويج بلقب الدوري الوطني، وصمة عار في تاريخ الكرة المغربية، ورغم ذلك، فإن جامعة الكرة، لم تحرك ساكنا، ولم تقرر فتح تحقيق مع اللاعب أو القلعة الخضراء، واكتفت بموقف المتفرج، ما يطرح أكثر من علامة استفهام. اللاعب أمين الرباطي، كان قد قال، في حوار صحفي، مع الزميلة «المساء»، إنه كان شاهدا على قيام بعض مسؤولي الرجاء البيضاوي بتلاعبات، من خلال شراء مباريات لتسهيل فوز الفريق الأخضر بلقب الدوري الوطني. ليس أمين الرباطي أو فوزي البنزرتي وهنري ميشال ولاديسلاس لوزانو ودييغو كارزيتو وحدهم من كشفوا بعضا من الأشياء الغامضة التي تحدث في البطولة، فمجموعة من المدربين المحليين عبروا عن ذلك علانية في تصريحات صحفية، خاصة أنهم أدرى من الأجانب ب»مكة وشعابها»، وبعضهم قال جهرا: «أصلا.. غير لي عندهم الفلوس هوما لي كينافسو على البطولة». محمد بن الصغير : ينبغي الرجوع إلى «القاعة» اعتبر محمد بن الصغير، العضو الجامعي السابق، الذي شغل منصب رئس مجموعة الهواة، أن هناك الكثير من الأمور على المكتب الجامعي الحالي مراجعتها، من أجل استقلالية ممارسة الكرة في البلاد. وقال بنصغير، في تصريح ل»أخبار اليوم»، إن هناك الكثير من الأمور التي تحتاج إلى الإصلاح في الكرة المغربية، وبالتالي فإن الحديث اليوم عن خروقات، أو أي شيء من هذا القبيل، يستدعي العودة إلى القاعة. وقال المصدر ذاته: «سيأتي وقت نتحدث فيه جميعا من أجل التغيير، يجب علينا أن نتصدى جميعا لكل ما من شأنه أن يشوه سمعة الكرة المغربية، الأمر خطير جدا ولا يحتمل، لهذا قلت إنه على الجامعة الحالية أن تعيد النظر في الكثير من الأمور قبل فوات الأوان». هل يستقيل لقجع؟ فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، سبق له أن تعهد بالرحيل من منصبه في حال تأكد له وجود تلاعبات في النتائج، في مباريات الدوري الوطني الأول أو الثاني، وقال في هذا الصدد، خلال استضافته سابقا في «راديو مارس»، إنه لن يسمح لنفسه بأن يكون رئيسا لجهاز تغيب فيه الشفافية والنزاهة. وقال لقجع: «إذا تأكدت من عدم نزاهة الحكام، وإذا تبين لي أن هناك فريق ما، يتدخل في تعيينات الحكام، خدمة لمصالحه، فأنا مستعد للرحيل من جامعة الكرة…أؤكد لكم، أنه إذا اتضح لي أن هناك شيء قليل من غياب الشفافية، فلن أسمح لنفسي أن أكون على رأس مؤسسة فيها تلاعبات تغيب فيها النزاهة». لقجع، الذي تحدث عن موضوع التلاعبات بانفعال خلال استضافته في المنبر ذاته، قال، أيضا، إن هناك، دون أن يحدد، من يخسر فريقه مباراة، لأن الحكم لم يعلن له عن ضربة جزاء أو شيء من هذا القبيل، ثم «يأتي لانتقاد التحكيم والتعيينات، مع أنه لا يعرف حتى كيف يركب أربع جمل مفيدة»، مضيفا: «حتى أنا يمكنني أن أخرج في وسائل الإعلام وأتحدث، لكني أفضل القرارات التنفيذية، لهذا قررت عقد اجتماع مع الحكام، من أجل وقف هذا الجدل».