قد تضطر شركات النفط الكبرى إلى إجراء مزيد من التخفيضات للإنفاق على التنقيب والإنتاج للنفط والغاز وذلك في مواجهة فترة طال أمدها من أسعار الخام المنخفضة. ومن المتوقع أن تكشف صناعة النفط عن موجة أخرى من نتائج الأعمال الفاترة للربع الأول من العام حين بلغ سعر خام برنت في المتوسط 55 دولارا للبرميل أو قرابة نصف مستواه قبل عام. وقامت إكسون موبيل كورب ورويال داتش شل وتوتال الفرنسية بالفعل بخفض إنفاقها الرأسمالي لعام 2015 ما بين 10 و15 في المائة وتأجيل أو إلغاء مشروعات وخفض تكاليف التشغيل. وعلى الرغم من شعور بين بعض كبار المديرين التنفيذيين في القطاع بأن هبوط اسعار النفط بلغ منتهاه لعام 2015 في أعقاب هبوط انتاج النفط الصخري الأمريكي فإنه قد يتعين على الشركات إجراء مزيد من التخقيضات. وخفضت شركة إكسون أكبر شركة نفط مدرجة في العالم إنفاقها الرأسمالي 12 في المائة إلى 34 مليار دولار. وقال الرئيس التنفيذي ركس تيلرسون في مؤتمر سيراويك في هيوسيتون "سنرى خلال العام هل سيبقى (الإنفاق الرأسمالي) كما هو أم لا ونحن نشهد الكثير من التدابير الرامية لتحقيق كفاءة التكاليف." وقال محللون في إتش.إس.بي.سي إن بي.بي وشيفرون وشتات أويل وتوتال "تتطلع فيها الإدارة إلى استغلال هذه الفترة لتحسين العوائد على الأمد الطويل." وقالت إتش.إس.بي.سي في مذكرة بحثية "بعض الشركات لا ترى الآن البيئة الحالية خطرا بل أفضل فرصة لإعادة تعديل اقتصاديات المشروعات في أكثر من عشر سنوات." واضافت قولها "ولذلك نعتقد أن تخفيضات الإنفاق الرأسمالي التي نشهدها هذا العام ليست على الأرجح سوى البداية." والوفر الذي تحقق في التكاليف في الأشهر القليلة الماضية يساعد بالفعل على تحسين ميزانيات الشركات. ويقول محللون في مؤسسة جيفريز إن شركات النفط الكبرى اليوم تحتاج الى سعر نفط يبلغ في المتوسط 78 دولارا للبرميل لتغطية تكاليف الاستثمارات وتوزيعات أرباح الأسهم من التدفقات النقدية العضوية انخفاضا من 90 دولارا للبرميل في أوائل عام 2015. وتقول مؤسسة جيفريز إنه ليس من المتوقع أن تغطي شركات النفط توزيعات ارباح الأسهم من خلال التدفقات النقدية العضوية (باستبعاد الاستحواذات) حتى عام 2017.