قال الناشط الأمازيغي، أحمد عصيد، أن هناك من يسهر على إبعاد مجموعة من الفاعلين السياسيين والمدنيين من وسائل الإعلام العمومية، باعتماد "لائحة سوداء" غير مكتوبة، "تقصي شخصيات من التلفزيون ولا يعطى لها الحق للتعبير." الشخصيات التي تكلم عنها عصيد، في اتصال هاتفي مع "اليوم 24"، تضم فاعلين في المعارضة "الحقيقية"، ذكر منهم المنتمين إلى اليسار الجذري و جماعة العدل والإحسان و الليبراليين، و فاعلين مدنيين، قائلا أن هذا "يعني أن هناك لائحة سوداء غير مصرح بها، لكن يتم العمل بها والدليل على ذلك هو أن منشطي البرامج لا يستطيعون استقدام هؤلاء الناس لأن هناك من يراقب من سيظهر على التلفزيون." مؤكدا على استحالة أن يكون مقدمو البرامج المسؤولين الحقيقيين عن هذا الأمر. واعتبر عصيد أن معايير الظهور على شاشات الإعلام الوطنية تتلخص في البقاء في " حدود قواعد اللعبة المؤسساتية، كما هي مرسومة من طرف السلطة، بمعنى أن تنتقد الحكومة والوزراء فقط، ولا تنتقد النظام كنسق سياسي، وأن لا تشير للاسباب الحقيقية لعدم قدرة الحكومة على الإصلاح على سبيل المثال." مؤكدا على أن وسائل الإعلام العمومية هي ليست تابعة للحكومة بل هي "وسائل إعلام النظام السياسي الذي يقبل مهاجمة بنكيران والخلفي ونبيل بنعبد الله وغيرهم، ولكن لا يقبل ابدا الحديث عن حكومة الظل والأشخاص الذين يمتلكون فعلا صناعة القرار في المغرب." وأعطى الناشط الأمازيغي أمثلة على الأسماء المقصاة من الظهور في وسائل الإعلام العمومية سواء المرئية أو المسموعة، كمصطفى البراهمة رئيس حزب النهج الديمقراطي، ومحمد الساسي ومناضلي الحزب الاشتراكي الموحد، إضافة إلى جميع الفاعلين في جماعة العدل والإحسان، الذين "لم يستدعوا أبدا رغم أنهم مواطنون مغاربة عندهم وجهات نظر ومن حقهم أن يساهموا في النقاش العمومي"، علاوة على عدد من وجوه المجتمع المدني الذين يمارسون نقدا "راديكاليا"، كخديجة الرياضي وعبد الحميد أمين، حيث أكد عصيد أن الباب فتح أمام هؤلاء " لما كان هناك نقاش في إطار حركة 20 فبراير، ولم يستدعوا إلى التلفزيون إلا بعد أن جاء قرار من الفوق يقول "خليو هاد الناس يهدرو" ليظهر كما لو أن المغرب يتحرك ويعرف تغييرا." مشددا على ان الأمور تغيرت بالنسبة لهم وله هو شخصيا بعد 1 يوليوز، بعد الانتقادات التي قاموا بتوجيهها للدستور.