لازالت فرق الإنقاد تواصل مهمة البحث عن جثث ضحايا حادث غرق قارب كان يقل مهاجرين غير نظاميين قبالة السواحل الليبية، ليلة السبت الأحد الماضيين، في أكبر كارثة إنسانية تعرفها المنطقة. وتقوم سفن وطائرات يبلغ عددها الإجمالي 17 بالبحث علها تعثر على ناجين رغم أن الأمل في ذلك أصبح ضئيلا بالنظر إلى مرور أزيد من 48 ساعة على الحادث. إلى ذلك، وصلت ليلة أمس (الإثنين ) إلى ميناء "كاتانيا" بجزيرة صقلية جنوبإيطاليا سفينة "غريغوريا" التي نقلت الناجين من هذه الكارثة الإنسانية. وكانت السفينة قد عرجت على جزيرة مالطة حيث سلمت السلطات في البلد جثت الضحايا الذين تمكنت قوات الإنقاذ من انتشالهم (26 جثة). وكان في استقبال الناجين عند وصولهم إلى الميناء الإيطالي "غراتسيانو ديليريو" وزير البنيات التحتية الإيطالي وعمدة مدينة "كاتانيا "، إضافة إلى رئيس جهة صقلية وعدد كبير من قوات الشرطة والجيش وعشرات الصحفيين وأطقم طبية متنوعة وعشرات المتطوعين، وأعضاء جمعيات حضروا للإحتجاج على هذه الفاجعة. ونجا من الحادث 28 شخصا كلهم ذكور ينحدرون من بلدان إريتيريا ،بنغلاديش ، الصومال ، السودان ودول أخرى من إفريقيا جنوب الصحراء . وروى الأشخاص الثمانية والعشرون حكايات مأساوية عن الفاجعة. وقال بعضهم إن من قضوا في القارب فاق عددهم 800 شخص وبأن تكديس مئات الأشخاص في الطبقات الدنيا للقارب جعل إنقاذهم مستحيلا. كما تحدث بعضهم عن كونه نجا من الموت لتمسكه بجثت آخرين بعد أن توفوا وطفوا على سطح البحر. كما أكد الناجون أن أطفالا ونساء كانوا ضمن من قضوا غرقا. ومن جهتها قالت "كارلوطا سامي "ممثلة المفوضية العليا لشؤون اللاجئين بإيطاليا إنه "وبناء على مقارنة شهادات الناجين يمكننا التأكيد على أن 800 شخص توفوا في الحادث بينهم أطفال يتراوح عمرهم بين 10 و 12 سنة، كما أن من بين الضحايا مواطنون من جنسيات سورية وإريتيرية وصومالية ..وانطلق الجميع يوم السبت من طرابلس على الساعة الثامنة صباحا..". وقال قبطان السفينة التي كانت تقل الناجين انه حل بمكان الحادث حوالي الساعة الثانية صباحا من يوم الأحد، أي بعد ساعات قليلة عن وقوعه، مضيفا أنه لم يجد من المركب الغارق سوى بعض بقع النفط حيث غرق واختفى بالكامل واستطاع طاقم باخرته إنقاذ شخصين. وزاد المتحدث ذاته أن أول من وصل إلى المكان كانت باخرة برتغالية بعدما تلقت طلبا بذلك من مركز الإغاثة التابع لخفر السواحل بروما. وعندما دنت السفينة من القارب تجمع كل من فيه بجهة واحدة للإفلات بأرواحهم محاولين التسابق في الصعود إلى السفينة المنقذة ما أفقد القارب توازنه ليغرق. ومن جهة أخرى، أكد وزير الداخلية الإيطالي "أنجيلينو ألفانو " في تغريدة على موقع تويتر أن الشرطة الإيطالية إعتقلت قائد القارب الغارق إضافة إلى مساعده، إذ كانوا من ضمن الناجين ويتعلق الأمر بشخص من جنسية تونسية ومساعد له من جنسية سورية. وفتحت محكمة مدينة "كاتانيا" تحقيقا في الحادث ووجهت تهما تتعلق بالقتل الجماعي والإتجار في البشر للشخصين المعتقلين. واستطاعت الشرطة الوصول إلى قائد المركب الغارق ومساعده بناء على شهادات الناجين الذين أدلوا الأمن على هويتهم وعلى كونهم من بين الناجين.