تدخل كرة القدم المغربية محكا قاريا حقيقيا على مستوى الأندية في مسابقتي عصبة الأبطال الأفارقة وكأس «الكاف»، عندما تصطدم فرق الرجاء و»الماط» والفتح، يومه الاحد ، بفرق عربية ممثلة، على التوالي، في كل من وفاق سطيف الجزائري والأهلي والزمالك المصريين. وتراهن الأندية المغربية الثلاث على تحدي منافسيها، في ذهاب دور ثمن نهائي مسابقتي العصبة و»الكاف»، في أفق بلوغ دور المجموعات، رغم صعوبة المهمة، بحكم قيمة الفرق المتبارية معها، وعزيمة كل منها على تحقيق المراد نفسه، ما يعني أن كل المواجهات الثلاث ستكون غاية في القوة والندية، ويصعب معها التخمين مسبقا بنتائجها النهائية. وتبرز مواجهة الرجاء البيضاوي ووفاق سطيف قمة مغاربية قارية جديرة بالمتابعة، بحكم قيمة وسمعة الطرفين المتباريين، فضلا عن الصراع الكبير الذي تتسم به المباريات المغربية/الجزائري، سواء على مستوى المنتخبات أو الأندية، وهو ما يرفع من منسوب حدة الصدام، وينذر بأطوار أكثر إثارة وتشويقا، في سياق البحث عن التفوق من طرف كل جانب منهما، خاصة الفريق المغربي الملزم باستثمار عاملي الأرض والجمهور من أجل انتزاع نتيجة الفوز، وبحصة مطمئنة، تأهبا لمباراة الإياب بالجزائر، والتي يتوقع أن تكون أكثر حرارة، طالما أنها تشكل الشوط الثاني والأخير لحسم التأهل. ويدرك الرجاء بقيادة مدربه البرتغالي جوزي روماو، صعوبة المباراة التي سيحتضنها ملعب مجمع محمد الخامس، يومه (الأحد)، بداية من السادسة والنصف مساء، في ظل التحدي المرتقب من طرف بطل إفريقيا للموسم الماضي على العودة بنتيجة إيجابية، من قلب البيضاء، وهو ما يعيه روماو الذي يخطط لاعتماد نهج تكتيكي يتلاءم وطبيعة اللقاء، مثلما يعرف اللاعبون أنهم مدعوون بإخراج كل ما يملكونه من أسلحة تقنية وبدنية، والتركيز على «لقاء سطيف»، باعتباره محطة عبور لدور المجموعات، وترمومتر حقيقي لقياس قدرات الفريق المغرب على التنافس من أجل اللقب القاري، الذي غاب عن خزانته منذ سنة 1999. وارتأت إدارة الرجاء رفع عقوبة الإيقاف عن المهاجم حمزة بورزوق، تزامنا مع هذه المباراة، بهدف الاستعانة به، ليلتحق بالمعسكر التدريبي المغلق بمنطقة بوسكورة، في حين سيعاني الفريق الجزائري من غياب بعض لاعبيه الأساسيين بسبب الإصابة، من قبيل هدافه عبد المالك زياية وأحمد قاسمي وأودي داجولو وخير الدين عروسي، الذين تخلفوا عن وفد فريق سطيف، الذي حل بالدار البيضاء، يوم (الخميس)، والذي يضم 32 فردا، وضمنهم 20 لاعبا. وعلاقة بعصبة أبطال إفريقيا، يستضيف المغرب التطواني فريق الأهلي المصري، يومه (الأحد)، في الثامنة مساء، على أرضية ملعب سانية الرمل بتطوان، برهان التحدي وتحقيق الفوز، بصرف النظر عن وزن الفريق الأهلاوي المثقل بالألقاب والإنجازات، خاصة أنه سيكون مدعما بجماهيره العريضة، التي اعتادت الحضور بكثافة ومساندة الفريق طيلة دقائق نزالاته القارية، كما الوطنية. ويعي المغرب التطواني، بقيادة مدربه الإسباني، لوبيرا سيرخيو، أنه مطالب بمضاعفة الجهود، مع استغلال ما أمكن من «نصف الفرص المتاحة»، والانتباه إلى استثمار ال90 دقيقة بميدانه، خاصة أن «نادي القرن» سيحاول خطف نتيجة إيجابية من قلب تطوان، في انتظار إمكانية حسم تأهله بالقاهرة، خلال الإياب المقبل. وفي مسابقة كأس الكونفدرالية الإفريقية، يجد الفتح الرباطي نفسه في رحلة ملغومة إلى مصر، عندما يحل ضيفا على فريق الزمالك بملعب السويس، يومه (الأحد) بداية من السابعة مساء، برسم ذهاب ثمن نهائي «الكاف». وتعد مباراة الزمالك والفتح واحدة من أقوى الصدامات الإفريقية على مستوى كأس «الكاف»، والامتحان الأصعب بالنسبة إلى الفريق المغربي، بحكم قيمة الخصم المصري، الذي يستقبل بميدانه وأمام جمهوره، وما قد يدفعه ذلك إلى ممارسة ضغط رهيب منذ البداية، أملا منه في إحراز فوز مريح، وهو ما يفطن له الفريق المغربي، بقيادة مدربه وليد الركراكي، ويهيئ له العدة اللازمة، عسى أن يعود بنتيجة إيجابية، في انتظار موقعة الإياب بالرباط. وبينما يراهن الزمالك على تخطي الفتح، من أجل الذهاب بعيدا في هذه الكأس القارية، التي ما تزال خزينته خالية منها، رغم أنه مثقل بالعديد من الألقاب، فإن الفتح يمني النفس على تجاوز هذا الدور بسلام، ومواصلة التنافس على كأس «الكاف» التي سبق له أن توج بهل سنة 2010. ويتولى طاقم تحكيم غاني، مكون من حكم الوسط جوزيف لامبتي، بمساعدة ماليك أليدو ساليفو ودافيد لاريي، فيما يدير مباراة «الماط» والأهلي ثلاثي تحكيمي من غامبيا، بقيادة بابا بكاري جساما، ويساعده الثنائي ديكوري جاو وسليمان سوسي. أما المباراة التي سيحل فيها الفتح الرباطي ضيفا على الزمالك المصري، فسيقودها الحكم الموريتاني علي المغيفري بمعية مواطنيه عبد الرحمان واو وأحمد ديبة.