رمى البرتغالي جوزي روماو، مدرب الرجاء البيضاوي، بمسؤولية تواضع نتائج الفريق على مسؤولي الأخير، عندما لمح إلى أن سبب التراجع يعود إلى أخطاء مرتكبة منذ بداية الموسم الحالي، أي قبل حلوله مدربا للقلعة الخضراء. وارتأى روماو أن يستقي مثالا مغربيا شعبيا معروفا، من أجل تصوير الوضعية الحالية للفريق، خلال حديثه في الندوة الصحفية التي أعقبت مباراة الرجاء والنادي القنيطري (0-0)، أول أمس (الثلاثاء)، عندما قال: «أعتقد أن الوضع الذي يعانيه الرجاء ينطبق عليه مثال يردده المغاربة كثيرا، ومفاده «قال أحدهم لصديقه باك طاح في السوق، فأجابه بأنه من الخيمة خرج مايل». وفيما اكتفى روماو بإطلاق المثل المغربي، بلغة فرنسية، دون تقديم تفسيرات حول علاقة الرجاء بذلك، وطبيعة الأخطاء التي تحدث عنها، فإنه كان يقصد بكلامه أن المكتب المسير برئاسة محمد بودريقة، ومن يدور في فلكه، أخطأوا في تدبير شؤون الفريق، عبر عدد من الجوانب، من قبيل التعاقدات العشوائية، وعدم الإعداد القبلي الجيد، والإقصاء من مسابقة كأس العرش، قبل الاستنجاد به لتعويض المدرب الجزائري عبد الحق بنشيخة. وحاول روماو إزالة أي مسؤولية لديه في ما وصلت إليه الرجاء في منافسات البطولة «الاحترافية»، جراء توالي النتائج السلبية، والتي رمت به نحو مركز لا يليق بسمعته ولا يتماشى مع طموحات جمهوره العريض، كما أنه، على ما يبدو، قصد إطلاق تصريحاته النارية تجاه مسؤولي الفريق، من أجل الرد عليهم، بطريقته الخاصة، على خلفية ما يعتبره تشويشا عليه وإهانة في حقه، عندما استهل الرئيس بودريقة مفاوضاته مع المدرب التونسي فوزي البنزرتي، في إطار مسعاه إلى تعويض روماو. إلى ذلك، يبدو أن الرجاء البيضاوي صار يعيش واحدا من أسوأ مواسمه، خاصة على مستوى البطولة الوطنية، باعتبار أن رصيده الرقمي لا يتجاوز 35 نقطة، على بعد خمس دورات فقط من اختتام الموسم الحالي، وبات خارج التنافس على اللقب، بحكم فارق النقاط الذي يفصل بينه وبين المتصدر الوداد، غريمه التقليدي، بحصيلة تبلغ 46 نقطة، بدون احتساب نتيجة المباراة المؤجلة للفريق الأحمر أمام المغرب التطواني، والتي خاضها مساء أمس (الأربعاء). وبينما عانى الرجاء جراء سوء النتائج المتوالية، لا سيما في الدورات الأخيرة، والتي بدلا من أن تضعه ضمن الفرق المنافسة على الدرع، فهي لم تشفع له حسم بقائه إلا قبل المباراتين الماضيتين، عندما بلغ سقف الأمان بالحصول على 33 نقطة، قبل إضافة نقطتين أخريين، من تعادلين، الأول في مباراة الديربي ضد الوداد (2-2)، والثاني في مؤجل الجولة الرابعة والعشرين أمام النادي القنيطري (0-0)، أول أمس (الثلاثاء). وبدا بودريقة مكذبا لنفسه عندما قال، غداة خسارة فريقه في ذهاب الديربي أمام الوداد بهدفين لواحد: «خليوهم يفرحو شويا، وأن الرجاء هو من سيفوز باللقب، وباقي المنافسين ليسوا سوى أرانب سباق»، في الوقت الذي صار فيه رئيس الرجاء بمثابة «أرنب» من حيث إطلاق التصريحات المجانية، قبل أن يلتزم الصمت في الآونة الأخيرة، بعد انتهاء صلاحية التعبئة الكلامية لديه، واستنفاذ ذخيرة تصريحاته. وصار الرجاء مطالبا، أكثر من أي وقت مضى، ببذل جهود مضاعفة في ما يستقبل من دورات، من أجل إمكانية إنقاذ موسمه، ولو باحتلال إحدى المراكز الأمامية، من قبيل الرتبة الثانية، التي من شأنها تخويله المشاركة المباشرة في عصبة الأبطال الأفارقة، وإن كان الأمر يبدو صعبا، بالنظر إلى وجود منافسين أقوياء، وبحكم ملازمته للصف السابع، منذ مدة ليست بالقصيرة، دون أن يتحرك منها قيد أنملة.