تنامت بشكل ملحوظ في الأشهر الأخيرة حالات تجنيد الأطفال والقاصرين المتحدرين من مخيمات البوليساريو ب»تيندوف»، في صفوف التنظيمات الإرهابية المتمركزة بدول الساحل وجنوب الصحراء مثل تنظيم بوكو حرام النيجيري، وتنظيم «المرابطون»، الذي يقوده الإرهابي المعروف بمختار بلمختار. وحسب ما نشرت صحيفة «لاريبوبليكا» الإيطالية، فإن تقريرا وضع بين يدي البرلمان الأوروبي يؤكد تزايد هذه الحالات، ونشرت الصحيفة الذائعة الصيت هذه المعطيات في تحقيق حول الوضع في مخيمات تندوف مطلقة إنذارا حول تنامي التطرف والأفكار الجهادية داخل شباب البوليساريو، وأشارت الصحيفة إلى أنه بعد ما بات يعرف ب «الربيع العربي»، فإن وجود ونفوذ الأصوليين داخل المخيمات يزداد قوة، وخاصة بين الشباب. وفي تعليق على هذه المعطيات قال الخبير الاستراتيجي الموساوي العجلاوي، لقد سبق أن اعترفت البوليساريو سابقا وبشكل سري، حين أقرت باختراق الجماعات الجهادية المخيمات الأربعة للحمادات، خاصة مخيم الداخلة الذي يقع على الحدود الماليةالجزائرية، والبعيد عن مراقبة الجزائر، انخراط الشباب، خصوصا الأطفال البالغين 15 سنة، هو المنفذ الوحيد إلى جانب التهريب أمام انغلاق الأفق في المخيمات، وبالتالي تصبح حركة التوحيد والجهاد هي المقصد الرئيسي لهؤلاء الشباب، الذين ينشطون عسكريا في منطقة «غاو»، التي توجد في الشمال الشرقي لمالي، التي تعتبر محط استقطاب كبير لكل العناصر الجهادية من تندوف وصولا إلى شمال نيجيريا، دون إغفال الجنوب الليبي، حيث يتم التجنيد على مستوى الصحراء الوسطى المتاخمة للجنوب الجزائري». التحقيق تضمن، أيضا، إثارة لفضيحة السطو على المساعدات الإنسانية الموجهة إلى مخيمات المحتجزين في تندوف، وممارسات السلطات التابعة لمحمد عبد العزيز، والمتعلقة بإعادة بيع طعام آلاف الصحراويين، وهو ما أضحى ضمن اهتمامات البرلمان الأوروبي، الذي ينظر في ما أثاره مكتب مكافحة جرائم الاحتيال التابع للمفوضية الأوروبية (OLAF) من سطو على أطعمة ومساعدات بقيمة ملايين الدولارات، موردا تصريحا لنائبة رئيس اللجنة البلغارية كريستالينا جورجيفا، التي قالت إنه «تم اتخاذ تدابير مضادة»، لكنها أشارت إلى وجود نظام رقابة حقيقية ومتسلطة في تندوف، بينما تدفق المعونة، لا يزال مستمرا». وأوضح الموساوي العجلاوي، أن التهريب ومقايضة السلاح بالكوكايين أصبح نشاطا عاما في أوساط شباب المخيمات وهو مدر للدخل، إضافة إلى بيع الأطفال والذي نبه إليه الأستاذ بمعهد الدراسات الإفريقية، قائلا، «إن أطفالا خرجوا من مخيمات تندوف على أساس تمضية عطلة أو تكوين دراسي، ولم يعودوا، وتم بيعهم في أوروبا وفي بلدان أمريكا الوسطى.» وأضافت الصحيفة في ختام تحقيقها تقريرا لشبكة جمعيات مدنية في إيطاليا، يؤكد بدوره تضاعف حالات تجنيد الأطفال في تندوف، نحو التنظيمات الجهادية في المنطقة، خصوصا بوكو حرام النيجيرية؛ ومؤخرا «داعش»، مستغلين قرب معسكرات التدريب في شمال مالي.