تصوير: منير عبد الرزاق "هذا ما سميتوش الخنزير البري، هذا وحش كياكل بنادم"، هي عبارة من بين أخرى جاءت على لسان سكان دواوير جماعة بين الويدان بإقليم أزيلال، الذين يعانون خلف جبال الأطلس المتوسط والأطلس الكبير، مع الخنزير البري، الذي حول حياتهم إلى حجيم. معاناة هؤلاء السكان مع "الوحش" بلغت حد تهديد سلامتهم البدنية، ف"الوحش" قاتل ولا يرحم كل من صادفه، يقول الأهالي، إلى جانب أنه "يهاجم" محاصيلهم الزراعية التي يحولها إلى رماد. الخنزير البري أو "الوحش"، كما أسماه المتضررون، "يُخرب" جميع المحاصيل الزراعية، أمام أعين أصحابها، الذين لا حول لهم ولا قوة سوى ربط الاتصال بالسلطات المحلية للتدخل، "خلال الأربع إلى خمس سنوات الأخيرة، تضاعف عدد الخنازير البرية الذين يهاجمون مزروعاتنا" يقول أحد المتضررين في حديث مع "اليوم24. وكلما انسدلت خيوط الليل، يخرج الخنزير البري من مخبئه "السري"، هذا الخروج غالبا ما تكون له كلفة كبيرة، قد تصل إلى حد هلاك الأرواح. "رغم أن الصيادين يقتلون عددا كبيرا منهم، إلا أنهم في تكاثر مستمر"، يقول المتحدث نفسه، "كاعما كنعسو في الليل، واخة نعياو ما نحضيو ووالو"، يضيف متحدث آخر. السكان أفادوا في حديث مع الموقع، أن السلطات المحلية تمتنع عن قتله، رغم أنه يهدد سلامة وأمن ساكنة الدوار، حيث هاجم في السنوات الثلاث الماضية عشرات المواطنين ليلا ونهارا، علما أن هذه الخنزير البري يعيش في مجموعات يبلغ عدد أفرادها حوالي 20 خنزيرا، كما أنه من الممكن أن يصل عددهم إلى ما يفوق الخمسين في بعض الأحيان، إذ تستطيع أنثى خنزير البر أن تلد من 1 إلى أكثر من 8 صغار. ورغم تقديم شكايات للسلطات قصد التدخل لحماية أراضيهم وممتلكاتهم من هجمات الخنزير البري، وضمان سلامتهم وأمنهم إلا أن أصواتهم لم تجد أذان صاغية إلى حد الآن. أمام المعاناة اليومية، كل ما يطلبه السكان المتضررون خلف الجبال، هو التدخل لإنقاذهم من حيوان، أضحى يشكل خطرا على صحتهم الجسدية.