رغم تراجع أرباح مجموعة «مناجم» بأكثر من 55 في المائة خلال السنة المنصرمة، إلا أن عبد العزيز أبارو، الرئيس المدير العام للمجموعة التابعة للشركة الوطنية للاستثمار SNI، عبر من خلال هذا الحوار مع «اليوم24»، عن تفاؤله بالمستقبل، مؤكدا مواصلة المجموعة لاستراتيجيتها التنموية مع تحقيق تقدم في تنفيذها. { كيف كانت النتائج المالية لمجموعة «مناجم» بمتم سنة 2014؟ استقر رقم المعاملات الموحد للمجموعة المغربية العاملة في قطاع المعادن والهدرو- معدني، مع حلول 31 دجنبر 2014 في 3840 مليون درهم (384 مليار سنتيم)، مسجلا تقدما بنسبة 2 في المائة مقارنة بالسنة الماضية، كما أن الفائض الخام للاستغلال بلغ 1257 مليون درهم مسجلا تراجعا ب252 مليون درهم مقارنة بسنة 2013، وذلك بسبب انخفاض أسعار صرف المعادن وانخفاض المحتوى من الفضة في منجم «إميضير»، بينما استقرت نتيجة الاستغلال في 448 مليون درهم مسجلة بذلك انخفاضا بنسبة 38 في المائة مقارنة مع سنة 2013، ما يعكس تطور الفائض الخام للاستغلال وارتفاع المنحة المخصصة للتسديد، نتيجة لانطلاق المشاريع الجديدة، وبلغت النتيجة الصافية، بحصة المجموعة، ما يعادل 182 مليون درهم، أي بانخفاض نسبته 55 في المائة مقارنة بنهاية السنة 2013. { لكن ما السبب في تراجع أرباح مجموعة «مناجم» في2015؟ النتائج السلبية التي حققتها المجموعة ترجع بالأساس إلى البيئة الاقتصادية الصعبة التي تميزت بها سنة 2014، لكن رغم ذلك، فقد تمكّنت «مناجم» من تجاوز الآثار المترتبة عن الانخفاض السلبي في أسعار المعادن الثمينة على النتائج، إذ سجل معدل سعر صرف المعادن انخفاضا بقيمة 20 في المائة بالنسبة إلى الفضة وانخفاضا بنسبة 17 في المائة بالنسبة إلى الفيورين، ثم ناقص 6 في المائة بالنسبة إلى الذهب والنحاس، ورغم هذا الانخفاض مع تسجيل تراجع المنتوج من الفضة في منجم إميضر، وهو ما أثر سلبا على النتائج، إلا أن المجموعة واصلت استراتيجيتها التنموية وحققت تقدما في تنفيذها. { إذن، رغم هذا الانخفاض في النتائج، تنوون استكمال استراتيجية المجموعة التنموية؟ بالطبع نحن ملتزمون بمواصلة استراتيجية المجموعة التنموية من خلال إنجاز قسط كبير من هذه الاستراتيجية، خاصة انطلاق الإنتاج بمشروع منجم النحاس أومجران، حيث تم تحقيق مردودية تفوق 15 ألفا و700 طن من مركز النحاس. فهذه الإنجازات تمثلت، أيضا، في انطلاق توسيع مصنع الشركة المعدنية إميضير، وإنجاز دراسات الجدوى لمشروعين للنحاس ببوسكورة بالمغرب وببومبي بجمهورية الكونغو الديمقراطية، واكتشاف احتياطات معدنية جديدة من شأنها أن تتيح تجديد المناجم وإطالة مدة استغلالها محليا ب400 طن من الفضة في إميضير ومليون و972 طنا من النحاس بالمغرب. { وماذا عن توسيع أنشطة المجموعة بإفريقيا؟ مجموعة مناجم تقترب من استغلال منجم إيتيكي للذهب في الغابون، ومنجم جديد للنحاس في جمهورية الكونغو الديمقراطية، الذي يقدر احتياطيه بنحو 800 مليون طن من النحاس، بالإضافة إلى منجمين جديدين للنحاس في منطقة ورزازات، واستغلال هذه المناجم الجديدة سينطلق خلال العامين المقبلين، وهنا لابد من التأكيد على أن الشركة تواصل مشاريع متقدمة للتنقيب عن الذهب في السودان وإثيوبيا وعن النحاس في المغرب، بالإضافة إلى إجراء دراسات استكشافية متقدمة في مالي وبوركينا فاسو وغينيا. { ما هي آفاق إنتاج الذهب بالمغرب؟ يعتبر منجم «عقا»، هو الوحيد الذي ينتج الذهب بالمغرب، لكنه أشرف على النضوب، فإنتاج منجم «عقا» تقلص بنحو 19 في المائة في 2014، ويتجه نحو التوقف، والمغرب لم يكن أبدا ضمن الدول المنتجة للذهب. وفي المقابل، ما زلنا نتوفر في المغرب على قدرات كبيرة في مجال إنتاج الفضة، خاصة في منجم إميضير بإقليم تنغير، الذي بلغت احتياطاته 9,4 مليون طن من الفضة. فإميضير عرف استثمارات ضخمة للتوسع في الإنتاج المنجمي والمعالجة الصناعية للمعادن، التي ستشرع في إعطاء نتائجها ابتداءً من العام الحالي. كما أن «مناجم» تركز بشكل كبير على النحاس باعتباره معدنا صناعيا مطلوبا وكثير الاستعمال. وتتوفر المجموعة، حاليا، على احتياطيات تناهز 25 مليون طن من النحاس، بالإضافة إلى احتياطيات تبلغ 19 مليون طن من الموارد متعددة المعادن (نحاس، ورصاص، وزنك). { هل ستوزعون ربائح على الأسهم خلال هذه السنة رغم تراجع الأرباح؟ لقد قرر مجلس إدارة المجموعة أن يقترح على الجمع العام العادي السنوي توزيع أرباح بنسبة 25 درهما للسهم، برسم السنة المالية 2014 . { هل لدى المجموعة مقاربة لتشجيع البحث العلمي في المجالات التي تشتغل فيها؟ يمكن القول إن المجموعة هي من بين المقاولات المغربية الرائدة في مجال الدفع بالتجديد العلمي على الصعيد الوطني، وتفعيل الدبلوماسية العلمية، فالمجموعة تتبنى مقاربة متكاملة لتشجيع البحث العلمي، سواء في المغرب أو في الخارج، خاصة فيما يتعلق بالأبحاث ذات القيمة المضافة، والتي لها وقع إيجابي على التنمية المستدامة في شتى تجلياتها، وتجدر الاشارة في هذا السياق إلى أن المجموعة ترتبط بعدة اتفاقيات مع عدد من المؤسسات الجامعية المغربية من ضمنها،على سبيل المثال لا الحصر، جامعة القاضي عياض بمراكش، وجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، حيث تدعم «مناجم» (الاجتماع السنوي الإيبيري المغربي)، الذي ينظم من طرف كلية العلوم بن امسيك ويجمع نخبة من الباحثين والخبراء المغاربة والإسبان المتخصصين في مجالات الجيولوجيا وعلوم البترول، والمعادن، والكيمياء الجيولوجية. { وماذا عن اللقاءات العلمية التي تنظمونها؟ لقد نظمت «مناجم» خلال شهر أكتوبر الماضي لقاء علميا وطنيا (الأيام الدكتورالية) ،جمع أزيد من مائتي باحث في مجال الدكتوراه، إضافة إلى نخبة من الأخصائيين والأساتذة الباحثين من مختلف الجامعات ومؤسسات التعليم العليا المغربية ذات الصلة بمجالات الجيولوجيا والمعادن، حيث تم التداول بالخصوص حول وضع خارطة طريق لأنماط التعاون والشراكة الممكن تفعيلها بين «مجموعة مناجم» من جهة، والجامعات المغربية من جهة أخرى، قصد إعطاء دفعة نوعية للبحث العلمي المغربي في مجال الجيولوجيا والمعادن. وحرصا منها على تتبع هذه المبادرة وإعطائها بعدا واقعيا، أقدمت «مجموعة مناجم» قبل حوالي أسبوعين على تنظيم تظاهرة: «جيولوجي الغد»، وهي عبارة عن أيام دراسية جمعت نخبة من الباحثين الشباب في مجال الجيولوجيا والمعادن، قصد تأطيرهم من طرف خبراء وأخصائيين، وإعطائهم نظرة متكاملة ودقيقة حول الآفاق المستقبلية للبحث العلمي بالمغرب، وذلك وفق منظور يتوخى ضمان استمرارية وتجديد النخب العلمية الوطنية، وتأهيل وإعادة تأهيل الموارد البشرية المغربية ذات الكفاءات العلمية العالية.